“الأعلى للثقافة” يناقش أدب نجيب محفوظ وترجماته
متابعة- علاء حمدي
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة وبإشراف الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، نظمت لجنة الترجمة ومقررها الدكتور حسين محمود بالتعاون مع لجنة الدراسات اللغوية ومقررها الدكتور أحمد درويش، ندوة تحت عنوان “نجيب محفوظ والترجمة”. بمناسبة الاحتفال بذكرى ميلاد الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ.
أدار الندوة الدكتور حسين محمود، وبدأها بالحديث عن فترة بقائه في إيطاليا سنة 2011، فقد واكبت تلك الفترة ذكرى ميلاد الأديب الكبير نجيب محفوظ، ولم تكن الأوضاع وقتها تسمح بالاحتفال بتلك المناسبة، فقرر هو وبعض المهتمين بالأديب الكبير الاحتفال به بجامعة روما، وقال إنه خلال تلك الفترة أعد كتابًا يحمل عنوان “محفوظ في إيطاليا”.
وتحدث الدكتور أحمد درويش عن “أندريه ميكيل” المستعرب والكاتب الفرنسي وولعه باللغة العربية وآدابها، ووصفه بأنه كان من أذكى المستعربين المهتمين بدراسة اللغة العربية، فقد درسها في جامعة السوربون وجاء إلى مصر ليشغل منصب مستشار ثقافي بسفارة فرنسا بالقاهرة لكي يكمل حلمه في الاقتراب من الأدب العربي، وبخاصة أدب محفوظ، ولكن مصر وقتها كانت تدعم الجزائر في حربها ضد فرنسا، فأُلقي القبض على أعضاء السفارة الفرنسية وذهبوا بميكيل إلى السجن الحربي، ولكنه ظل يحب مصر، وكذلك ظل مولعًا بالأدب العربي وبنجيب محفوظ، وكان دائمًا يقول إن هناك خطأ ما،
وتابع درويش أن ميكيل قام بكتابة مذكراته، والتي تحمل عنوان “وجبة المساء”، وهي عبارة عن ذكريات أربعة أشهر قضاها في السجن الحربي بمصر وقد دوَّن رؤيتين له لمصر في تلك المذكرات؛ الرؤية الأولى هي الرؤية الثابتة، والأخرى هي الرؤية المضطربة، والرؤية الثابتة كانت لفترة 70 يومًا في بداية مجيئه إلى مصر واستلام عمله مستشارًا ثقافيًّا بسفارة فرنسا،
وقد ترجمت تلك المذكرات الدكتورة رشا صالح أستاذة الأدب المقارن بجامعة حلوان، وصدرت عن المركز القومي للترجمة، إذ تحدث فيها عن المكان لدى محفوظ، حيث وصف محفوظ منطقة الحسين بأنها المكان الأهم في معظم أدب نجيب محفوظ، فنجد أن جميع مفرداته تحمل خفايا لن يعرفها سوى شخص يعرف جيدًا عبقرية المكان.
وأضاف درويش أن في تلك المذكرات وجه ميكيل بعض النقد إلى محفوظ بأنه لا يكاد يدرك عبقرية بروست وغيره، فقد استطاع “بروست” أن يشكل سيمفونية ضجيج في باريس، وهو ما لم يفعله محفوظ في حي الحسين، لكنه في المجمل وصف محفوظ في الكتابة بأنه يمتلك نفسًا ملحميًّا.
ثم تحدث الدكتور حسين حمودة عن دورية نجيب محفوظ وعن الآراء التي سمعها وقرأها عن محفوظ، وأشار إلى فترة ما كان يعمل في دورية خاصة، وما زال، بنجيب محفوظ، كذلك تحدث عن العمل الأول. وكانت الفكرة السائدة في هذا العمل هي الخطوة الأولى لنجيب محفوظ في الكتابة وفي المقال وفي الترجمة، وكانت كل تلك الأشياء هي الفكرة الأولى للعدد الأول من الدورية، وعن الترجمة الأولى قال إنها كانت سنة 1959، فكانت كتابًا كاملًا صدر بعد صدور الثلاثية الشهيرة لنجيب محفوظ،
كما قال حمودة إن الترجمات التي كتبت لأعمال نجيب محفوظ كان لها دور ولو صغير في معرفة الجمعية السويدية بهذا الأديب الكبير. وتحدث كذلك عن معظم الترجمات التي قدمت في أدب نجيب محفوظ، كالترجمات الصينية والروسية، كذلك قال إن هناك عدة مقارنات كتبت حول أدب نجيب محفوظ، وبينه وبين الأدب الصيني والروسي وعدد من اللغات الأخرى، ولكنه أكد في نهاية كلمته أن محفوظ لم ينل جائزة نوبل لأنه تُرجِم ولكن لأنه يستحق… ولا شك أنه أثرى حركة الترجمة في مصر ثراءً كبيرًا وأصبح ما يترجم في الأدب العربي إلى اللغة الإيطالية، على سبيل المثال، ما يقرب من 300 عمل سنويًّا.
وعن تأثر نجيب محفوظ بالأدب الفرنسي تحدث الدكتور سامي مندور، أستاذ الأدب الفرنسي، إذ قال إن محفوظ كان مهتمًّا بالأدب الفرنسي، وبخاصة بعض الأدباء المتميزين هناك، كما أشار أن أول رواية لمحفوظ ترجمت إلى اللغة الفرنسية كانت “زقاق المدق”، وبعدها توالت الأعمال المترجمة مثل “همس الجنون” و”تحت المظلة”، وغيرهما. وأشار أنه قام في بداية دراسته بعمل مقارنات بين محفوظ وبعض الأدباء الفرنسيين، فقد كان مهتمًّا بمعرفة نتيجة ما يخرج به، وطالب مندور أن يكون هناك حصر لما تم ترجمته من أعمال هذا الأديب الكبير، رغم علمه أن هذا الشيء ليس بالأمر السهل.