الاحتلال ينتهك جثامين 80 شهيدا فلسطينيا.. وأطباء: الاستفادة من القرنية حتى الكبد
في جريمة جديدة ضمن سلسلة جرائمه اللاإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم إدانته للأعمال اللاإنسانية التي تقوم بها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وانتهاك حرمة جثامين 80 شهيداً فلسطينياً، واتهمتها بسرقة أعضائهم والتمثيل بأجسادهم، بالإضافة إلى تسليمهم “مشوهين”. ولأسر الشهداء، مؤكدا أنه تم تسليم الجثث “مشوهة” من معبر كرم أبو سالم لدفنها في محافظة رفح، وسبق أن سرقها جيش الاحتلال خلال حربه والمجازر التي لا يتوقف عن ارتكابها يوميا. وكشف أن الجثث كانت في حالة تشويه كبيرة، فتغيرت ملامحها وظهرت عليها علامات التنقيب والتعدي، كدليل قوي على سرقة أعضائها وجلودها بلا شك.
مثل هذه الأحداث تثير تساؤلات كثيرة حول أهمية “الجسد” وأعضائه بعد الموت، وهل يمكن الاستفادة من الأعضاء حتى بعد خروج الروح من الجسد؟! ما هي الأعضاء التي يمكن استخدامها بعد الموت مباشرة؟
من بابه إلى مكانه، جسم الإنسان «ثمين» ومعظم أعضائه يمكن استخدامها
أجاب الدكتور عبد الرحمن عصفور، استشاري أول الحروق والتجميل بمستشفيات التأمين الصحي، خلال تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، مؤكدا أن جسم الإنسان “غالي” وغالي، ولكل عضو فيه قيمته وفي الحياة، وحتى بعد الموت.
وتابع “عصفور”، مؤكداً أن معظم أعضاء الجسم يمكن استخدامها للأغراض الطبية، وفي عمليات زرع الأعضاء وزراعتها. ولا يقتصر الأمر على بعض الأعضاء كالقلب والكليتين كما يعتقد البعض خطأ. عدد قليل جدًا من أعضاء الجسم غير الحيوية لا يمكن نقله، وتبقى الأغلبية. وبعضها يمكن أن ينتقل قبل الحياة أو بعد الموت ولكن بشروط.
الكبد والكلى والقلب والرئة… كل عضو له فائدة وله فائدة
وهنا عاد «عبد الرحمن» ليوضح أن معظم أعضاء الجسم تظل نابضة بالحياة حتى بعد الموت -لفترة زمنية محددة- وغالباً ما تختلف تلك الفترة من جسد إلى آخر، ومن عضو إلى آخر. وأكد أن أشهر الأعضاء الحيوية التي يمكن نقلها من جسد “ميت” هي: الأعضاء التي يتم حفظها تشمل الكلى والقلب والكبد والرئتين أيضا، بشرط ألا يكون قد مضى على ذلك أكثر من 6 إلى 8 ساعات. الموت وتوقف القلب تماما. ويمكن لهذه الأعضاء أن تحافظ على خصائصها وأنسجتها حية حتى انقضاء هذه الساعات بعد الموت، ويختلف احتمال بقائها على قيد الحياة من حالة إلى أخرى حسب العمر. المتوفى، طبيعة جسده بشكل عام، مناعته، سلامة العضو المنقول، وعوامل كثيرة تتحكم في هذا الأمر، ولا يمكن أن تتشابه على الإطلاق.
أما الأعضاء القليلة المتبقية في جسم الإنسان، والتي تخرج من هذه المعادلة، فهي قليلة جداً، مثل الطحال والبنكرياس والرحم، ولا تزال الأبحاث والتجارب مستمرة حولها، ولم يتم نقلها. ولم تنجح إلا من خلال تجارب لم يثبت نجاحها وقبولها حتى هذه اللحظة.
الروح ذهبت ولكن العضو ثابت.. العين والنخاع الشوكي.. والجسم غني بالأعضاء المفيدة
وفي نفس السياق تحدث لنا الدكتور محسن سليمان أستاذ الأمراض الجلدية والمناعة بكلية طب قصر العيني رئيس الجمعية المصرية للأمراض الجلدية والتناسلية مؤكدا أن الجسم غني بالأعضاء الحيوية التي يمكن تستخدم بعد الموت، مما دفع الكثيرين إلى التفكير في فكرة التبرع بالأعضاء بعد الموت. مثل القلب، والكلى، والكبد، والرئتين، وحتى قرنية العين.
وتابع محسن حديثه مؤكدا أن أعضاء الجسم تظل مرنة لساعات قليلة بعد الوفاة، قد تتراوح من خمس ساعات إلى سبع أو ثماني ساعات كاملة، وبعض الأعضاء مثل قرنية العين على سبيل المثال، يمكن نقلها في أي وقت، أثناء الحياة وبعد الموت. ولأنه لا يوجد به دورة دموية فيمكن نقله من الميت واستخدامه على نطاق واسع. ولذلك تعتبر بنوك القرنية التي تؤخذ من العين من أهم وأشهر بنوك أعضاء الجسم في العالم.
وأكد أستاذ الأمراض الجلدية أنه يجوز الاستفادة من أعضاء الجسم ومشتملاته بعد الوفاة وخلال الساعات الأولى من الوفاة. وحتى جلد الإنسان والحبل الشوكي يمكن استخدامهما للأغراض الطبية وعمليات زراعة الأعضاء، مؤكدا أن هناك بنك مستقل لكل عضو في جسم الإنسان، ويتم الحفاظ على كل عضو باستخدام التقنيات. محددة وتحت درجات حرارة منخفضة جداً تصل إلى حد 200 درجة تحت الصفر أحياناً، وفي ظروف مخبرية معقدة جداً، لإبقاء العضو حياً لاستخدامه في المستقبل، حتى الجلد يمكن أن يستفيد منه.