تقارير

تغيير المفاهيم بين العلم والقبيلة

 

محمد الكعبي

في الدول المتقدمة يتصدر المشهد الرجال الاكفاء والنخب العلمية في كافة المستويات والمجالات ويخوضوا ضمار المنافسة والمسؤولية وينجزوا الكثير لانهم مميزون فنجد المدير والعامل والمسؤول يبحث عن المنجز ويقدم الافضل لينال المراتب والرتب العليا ويحققوا الانجاز والامتياز فتقدمت بلدانهم في اغلب المجالات ان لم تكن كلها وهذا لانهم شخصوا المشكلة ووضعوا الحلول المناسبة لها ولم يكتفوا بالتنظير والشعارات بل مارسوها عمليا،

أما في الدول المتخلفة نجد القبيلة والارث العائلي والاجتماعي والحسب والنسب والاموال والانتماء السياسي هي التي تتحكم بالمشهد وتتوزع المناصب على حسب الولاء والانتماء بعيدا عن الكفاءة مما جعل بلداننا في اخر سلم الدول وربما مهمشة لانها تحاكم الرجال على قدر انتسابها وولائها لا على علمها وعملها وكفاءتها وهذا خلل في الفهم المجتمعي يحتاج منا إلى اعادة صياغة المفاهيم وتبديلها وفق نظرية عصرية حديثة تواكب التطور والنهوض في المجتمعات المتطورة،

علينا أن نبدأ من الطفولة في المدارس الابتدائية ثم ننطلق إلى أفق اوسع نصقل مواهبهم ونعلمهم أن الاول هو من يكون الاكفأ والذي ينجح بالامتحان وليس ابن المعلم أو ابن المسؤول، لايمكن ان نحقق الريادة ونحن ما زلنا نحتفظ بادواتنا القديمة المتهالكة، ينبغي ان تكون هناك ثورة مفاهيمية جادة تطبق على ارض الواقع جديدة وحديثة وقد نصل إلى تبديلها بالكامل اذا استلزم الامر، نعم انها مهمة مقدسة وصعبة وفيها الكثير من المطبات وقد نواجه مشكلة اجتماعية وثقافية وخصوصا من المستفيدين من بقاء الحال على ماهو عليه،

لكن علينا أن نبدأ لأنها ازمة وجود تحتاج وقفة جادة سريعة، ينبغي ان نقنع الجميع ان العالم والمتعلم والكفوء هو من يستحق التقدم ولابد على الجاهل ان يتعلم وان يعود إلى الخلف ويفسح المجال لغيره وان كان منتسبا لاعرق البيوت والاحزاب، والا اخذنا السيل وقذفنا في الواد السحيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى