توحيد القوات المسلحة الإماراتية، رمز للوحدة والقوة والتضحية
بقلم د : خالد السلامي
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا اليوم بذكرى توحيد قواتها المسلحة، ذلك الحدث التاريخي الذي شكل نقطة تحول في مسيرة الدولة نحو التقدم والازدهار. ففي هذا اليوم المجيد، تجسدت رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء قوات مسلحة قوية وموحدة، قادرة على حماية الوطن والذود عن حياضه.
في هذه الذكرى المجيدة، نستذكر بكل فخر واعتزاز يوم توحيد القوات المسلحة الإماراتية، ذلك اليوم الذي شكل علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة. إنه اليوم الذي تجسدت فيه رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء قوات مسلحة قوية وموحدة قادرة على حماية الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله.
يعود تاريخ القوات المسلحة الإماراتية إلى ما قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. فقد كانت هناك قوات عسكرية في كل إمارة، تتولى مهام حفظ الأمن والدفاع عن الإمارة. ولكن مع قيام الاتحاد في عام 1971، برزت الحاجة إلى توحيد هذه القوات تحت قيادة واحدة، لتكون أكثر قوة وفاعلية في حماية الدولة الوليدة.
لقد أدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية بناء قوات مسلحة موحدة ومتماسكة. فقد كان يؤمن بأن القوة الحقيقية للدولة تكمن في وحدة شعبها وتلاحم قواتها المسلحة. ومن هنا، عمل جاهدًا على توحيد القوات المسلحة تحت قيادة واحدة، وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات، وتدريبها وفق أعلى المعايير العسكرية.
وبفضل هذه الرؤية الحكيمة، أصبحت القوات المسلحة الإماراتية اليوم من أقوى وأكثر الجيوش تطورًا في المنطقة. فهي تتمتع بقدرات عسكرية متميزة، وتضم في صفوفها نخبة من الضباط والجنود المدربين تدريبًا عاليًا، والمتحلين بأعلى درجات الانضباط والولاء للوطن.
وهنا، تجلت حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي أدرك أهمية بناء قوات مسلحة موحدة ومتماسكة. فعمل جاهدًا على دمج القوات العسكرية للإمارات السبع تحت مظلة واحدة، وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات، وتدريبها وفق أعلى المعايير العسكرية.
وبفضل هذه الرؤية الثاقبة، وبدعم من القيادة الرشيدة، شهدت القوات المسلحة الإماراتية تطورًا كبيرًا على مر السنين. فقد تم تحديث الأسلحة والمعدات، وإدخال أحدث التقنيات العسكرية، وتطوير البنية التحتية والمنشآت العسكرية، وتدريب الكوادر البشرية وفق أرقى المعايير العالمية.
دور القوات المسلحة في حماية الوطن:
لقد كان للقوات المسلحة الإماراتية دور محوري في حماية الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله. فقد شاركت في العديد من المهام والعمليات العسكرية داخل الدولة وخارجها، وأثبتت جدارتها وكفاءتها في مواجهة التحديات والتهديدات.
وفي هذا السياق، لا يمكننا أن ننسى تضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن. فقد سطروا بدمائهم الطاهرة أروع الملاحم البطولية، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء. فلهم منا كل التقدير والاحترام، ولذويهم منا كل الدعم والمؤازرة.
القوات المسلحة ودورها في التنمية والبناء:
لم يقتصر دور القوات المسلحة الإماراتية على حماية الوطن والدفاع عن سيادته فحسب، بل امتد ليشمل المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء التي تشهدها الدولة. فقد ساهمت القوات المسلحة في العديد من المشاريع التنموية الكبرى، كبناء الجسور والطرق والمطارات والموانئ وغيرها من البنى التحتية الحيوية.
كما أن القوات المسلحة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية الكوادر البشرية وتأهيلها وتدريبها في مختلف المجالات العسكرية والمدنية. وهو ما يسهم في بناء جيل من الشباب الإماراتي المتسلح بالعلم والمعرفة، والقادر على مواجهة تحديات المستقبل بكل ثقة واقتدار.
القوات المسلحة ودورها في المساعدات الإنسانية:
وإلى جانب دورها في حماية الوطن والمشاركة في التنمية، تضطلع القوات المسلحة الإماراتية أيضًا بدور إنساني نبيل، يتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية للدول والشعوب المنكوبة حول العالم. فقد شاركت في العديد من عمليات الإغاثة وإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.
وهو ما يعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالقيم الإنسانية النبيلة، ويؤكد على دورها الريادي في العمل الإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في ختام هذه المقالة، لا يسعنا إلا أن نعرب عن فخرنا واعتزازنا بقواتنا المسلحة الباسلة، التي كانت ولا تزال درع الوطن الحصين، وسياجه المنيع. فهي رمز للوحدة والقوة والتضحية، وهي مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات.
فبفضل تضحيات أبنائها البواسل، وبفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، استطاعت القوات المسلحة الإماراتية أن تصنع تاريخًا مشرفًا، حافلًا بالبطولات والإنجازات. فهي القوة الضاربة التي تذود عن حياض الوطن، والدرع الواقي الذي يحمي مكتسباته، والسند القوي الذي يقف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في وقت الشدة والمحنة.
ونحن إذ نحتفي اليوم بذكرى توحيد القوات المسلحة، فإننا نجدد العهد والولاء لقيادتنا الرشيدة، ونؤكد على وقوفنا صفًا واحدًا خلف قواتنا المسلحة، داعمين لها في كل ما تقوم به من واجبات وطنية سامية.
فشكرًا لكم، يا أبطال الوطن وحماته الأشاوس. شكرًا لكم على كل قطرة عرق وكل قطرة دم بذلتموها في سبيل رفعة راية الإمارات خفاقة عالية. شكرًا لكم على كل ما قدمتموه وما زلتم تقدمونه من تضحيات جسام، ليبقى هذا الوطن المعطاء واحة أمن وأمان واستقرار.
عاشت دولة الإمارات العربية المتحدة،عاشت قواتنا المسلحة الباسلة، حفظ الله الوطن وشعبه من كل مكروه
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.