منوعات

خُضنا معركةً شرِيفة فى قلبِ محكمةِ عدلِ لاهاى العتِيدة

 

للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى

أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف- الخبيرة المصرية فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية

 

قد خُضنا معركةً شرِيفة فى قلبِ محكمةِ عدلِ لاهاى العتِيدة، ورفعنا قُبعةَ إحترام لبنُوا جنُوب أفرِيقيا ومُحامُوها العِظام، فتحية لهُم من قلبِ مصر والعرُوبة لِتِلكَ الشجاعةِ الفرِيدة لِتحقيقِ إنتِصار… تفانُوا جمعاً فى النِضال، وقدمُوا لنا أبهى مُذكرةِ دِفاع لِأهلِ غزةِ والنِضال فى مُواجهة بطشِ عدوٍ مُستبِد

وقفت جنُوبُ أفرِيقيا تُنادِى عدلاً كى يُعيد، إن الحقائِق بينة لا تُدارى أو تضيع، قد قتلُوا شعباً مُسالِماً كأهلِ غزة وأهلها بِلا أدنى رحمة أو هوادة فى القلُوب قد تلِين… تباً لكُم أبناء موُسى فِى إقترافِ قتلٍ جماعى بدُونِ رحمة تستهِين بِأى حق، بُدُون فِكر أو أى عقل، مهلاً فإن العدلَ آتٍ لِيصدح يوماً من جدِيد

وسألتُ حالِى هل شعر بنُو صهيُون عاراً لِظُلمِهم أبناءَ شعباً عظِيم، وقتلُ أطفالٍ صِغارٍ بِلا أدنى رحمة فى النِفُوس قد تستكِين، فطفقتُ أبكِى على الإبادة الجماعية لِإسرائِيل بِكُلِ هين… وعِند بدءِ تِلك المُحاكمة إرتبك قلبِى مع لِسانِى بِالدُعاء، إبتهج قلبِى بِالرجاء، وصرختُ شهقاً لِلعدالة لِتستعِيد

وكالعادة، تفانى الصهاينة المُعتدِين فِى قلبِ حقاً ظاهِراً لِلعيانِ يستجِير، لكِن تصدى لظُلمِهُم مُحاميى جنُوب أفريقِيا ومن والاهُم فِى صلابة تستقِيد… أوجزُوا كُلَ الحقائِق والخُيوط فِى أربعة وثمانين صفحةً لا تزِيد، عدّدُوا فيها الجرائِم مع الإبادة بالدلِيل، فِيها وجزاً وإستِفاضة تستزِيد

فدعوتُ ربِى بِأن يُثبِت قصدهُم بِالنصرِ المُبين، وبِأن يُثّبتهُم فصاحة لا تلِين، وسجدتُ وقتاً بِالدُعاء كى نُدافِع عن حقِ شعب، قتلُوه ظُلماً رُغمّ أنه كان مِنا يستغِيث… نسألُكَ يارب العِباد من اليقِين ما تهّون به علينا من صِعاب لأهلِ غزة لِنستفِيق، فالقلبُ إذا إمتلأ بنصرُك، تهُون علينا كُلُ مصاعِب الدُنيا الشدِيد

عددتُ مع مُحاميى جنُوب أفريقِيا فى المُحاكمة خِصالِ أهلِ غزة، أهلُ طيبٍ وكرم، إذا ما إشتدت عليهُمُ المِحن، تقوى عزيمتهُم كسيفِ قاطِع لا يُحيد… فأهلُ غزة قد ظُلِم من عِصابة تقتُل تُنكِل بِكُلِ هِين، لا تُبالى بأى عدل قد يُحِيق، واليوم أصدُح لصوتِ حق من قلبِ لاهاى، لِسماعِ رأياً سدِيد

ورُغمُ فداحةِ الجُرُم الكبِير، قد هدأ قلبِى من جدِيد لِمن ناصر أهل غزة الألم، ورفع كلمتهُم لِأعلى على أرضِ لاهاى البعِيد، إنشرح وجدِى وإعترتنِى هزة شدِيد… فكُلُ الصغائِرِ تُغتفر، إلا جرائِمِ بنِى صهيُون اللعِين، فهى حتماً لا تمُوت بل تستصرِخ الضمِير مع القلم، وإبتسم ثغرِى لِلدفاعِ فى هُولندا كالجلِيد

فيا سائِلاً عن أى عدل، لا تسأل الدار عمن كان يسكُنُها مِن أهلِ الذِمم، بل إسأل الزُوار عن طيبِ محبتُها وكرمُها، فأهلُ جنُوب أفرِيقيا أهلُ حقٍ وعدل، فِيهُم فصاحة فِى الحدِيثِ تُكتمل… تشتدُ بأساً لِلدفاعِ عن إبادة لِأهل غزة وتستمِيد فى جلل، فيهُم صلابة لا تلِين مع الزمن، بِهُم خشُونة مع يقِين، تزدادُ صفعاً فى وعِيد

فيا طارِق الأبواب رِفقاً تجلّد لا تبتئِس، فلقد تبارى مُحاموا جنُوب أفرِيقيا فى ترافُع لِلعدالة عن شعبِ غزة فى خشُوع، فمدُوا يدهُم فِى صدد، وقفُوا جميعاً كالأسُودِ فى العرِين… صرخُوا بِألمٍ فِى هُولندا مُكبرِين، ونحنُ معهُم مُعبِرِين، والكُلُ شاهِد على تِلك الإبادة لأربابِ قومٍ كبنُو صهيُون وفعلهُم الزهِيد

إن القضِية نُظِرت أمام مرأى ومسمع من العالمِين، نزلت دمُوعِى بِكُلِ دفعٍ يستجِير، وأنا أُشاهِد تِلك العِصابة لِبنِى صهيون تُقلِب حقائِق فى قلبِ مبنى لاهاى العتِيد… قد رجف وجدِى مِن ظُلمِهم وبطشِهم شعباً كرِيم كشعبِ غزة المُستقِيم، فزرفتُ دمعاً شاحِباً، وإرتعش جسدِى كالرعِيد

واليوم أُوقِن إن العدالة حاضِرة حتى لو كانت غائِبة مِن سِنين، مُترسِخة فى مُذكرةِ دِفاع من دولة عانت إحتلال وفصل عُنصرِى ألِيم، كجنُوبِ أفريقيا العظِيم… لكنهُم قد إختارُوا العدالة مُنصاعِين، أرفع لِأعلى تحيتِى بُكُلِ منطُوقةِ إحتِرام لشعبِ جنُوب أفريقِيا الفرِيد

أُوصِل رِسالة من قلبِ غزة نيابة عنهُم لِشُرفاءِ محكمة لاهاى الرفِيعة وجنُوبِ أفرِيقيا وكُلِ عظِيم، بِأنّا جميعاً شاكِرين لكُم هذا الصنِيع، ونحنُ أبداً لن ننسى هذا الجمِيل… فنحنُ أُمة قد تعذبت بِظُلمٍ من إحتلالٍ لِأرضُنا فى فلسطين الحبيبة كان بغِيض، لِنُصلِى جمعاً ذات يوم قريبُ جِداً فى قلبِ أقصانا المجِيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى