منوعات

سميحة المناسترلى تكتب: ليكن عام 2024 عام الإنتصار على الغمة

 

 

تعودنا على تبادل التهاني أخر كل عام مبتسمين، آملين أن يهل علينا عاماً جديداً، مستبشرين بتحقيق الأمنيات الطيبة والطموحات الجميلة التى لم تتحقق بالأعوام المنصرمة، حاصدين للنجاحات، متمتعين بالصحة والأمان والإستقرار، وقبل كل شئ فائزين برضا الله كي تتحقق الأمنيات المنشودة، حيث أنه المطلب المرجو الوصول إليه في جميع الأديان والنواميس، حتى يسود السلام والإعمار والمحبة بالعالم.

 

على المستوى الشخصي – أعتقد أن هناك الملايين مثلي هذا العام – نتبادل التهاني مستقبلين عام 2024م بحزن شديد وعلى استحياء وحذر، لولا ثقتنا بالله العلى القدير، نتيجة للأوضاع الكارثية بالمنطقة وما يحيط بمصرنا الغالية، فإن إيماننا بالله وحده وقدرته، ثم ثقتنا في قيادتنا وصلابة شعب مصر وانتصاراته التى يشهد عليها التاريخ الماضى والحاضر، كنا قد فقدنا أمل النجاة من براثن ما يحاك حولنا من قوى الشر ضدنا، وضد البشرية جمعاء.

 

هذا العام لن نتكلم عن حصاد مصر من تنمية إعجازية رغم ما نواجه من تحديات وصعوبات، لن نتحدث عن تفاصيل معارك ومؤمرات دنيئة مخزية، أحيكت حتى لا يفوز فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإنتخابات الرئاسية لكي نستكمل مسيرة الحماية وإعادة البناء .

 

ولكي نهنىء أنفسنا بالعام الجديد –عن حق- آملين منه تحقيق الخير والإستقرار علينا بصلابة الصمود أمام كل هذه التحديات كما حدث بالأعوام الأخيرة خاصة خلال عام 2023 م، وهو ما اسميه عام “الصبر والعناد ضد أعداء مصر”، دعونا نهنئ أنفسنا على صمودنا إلى اليوم أمام ما يدار من حروب – سابقة التجهيز – حول حدودنا المصرية من كل اتجاه، ناهيك عن الحرب الروسية الأوكرانية والتى كانت نقطة الإنطلاق لحرب تأثر بتداعياتها – الكارثية – الإقتصاد العالمي منذ فبراير 2022م ومازالت مستمرة، أما نقطة الإنطلاق الثانية فقد انطلقت من غزة من خلال “طوفان الأقصى” ومنظمة حماس في اليوم السابع من أكتوبر 2023م، وردت عليها القوات الإسرائيلية بعملية “السيوف الحديدية”، ومنذ ذلك التاريخ يدفع الشعب الفلسطيني الثمن من أرواح الشيوخ والشباب و الأطفال والنساء، وقد هدمت على رؤوسهم المدن بمساكنها، وقصفت المستشفيات على رؤوس المصابين، مخلفة عشرات الآف من القتلى والجرحى، وغير ذلك مما يرتكب من جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني، حيث ثارت شعوب العالم حتى الشعب اليهودي – بأرجاء البلاد – إدانة وتجريما للممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، الذى يدفع الثمن من خلال محاولات الإبادة اليومية، وعمليات التهجير القسري الممنهج لسكان غزة نحو الحدود المتاخمة، حدود رفح المصرية ( حيث معبر المساعدات لأهل غزة المنكوبين)، فمصر المساندة والداعمة بقوة دائماٍ للحفاظ على الحق الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس .

 

ومازالت المذابح مستمرة وسط إدانات من جميع شعوب العالم وعدم إستجابة من الحكومات لإرادة الشعوب في تحدىٍ سافر نراه لأول مرة بكل هذا الوضوح، مما يؤكد نظرية إدارة العالم من خلال أيادي غير أمينة على مستقبل البشرية، بعيدة كل البعد عن إرادة الشعوب مهما اختلفت الجنسيات والهوية والديانة .

 

طالما تحدثنا عن نقاط الإنطلاق للغزوات المتنوعة – سابقة التجهيز- بالعالم، فقد جاء الدور الآن على فضح ما يدبر ضد مصرنا المحروسة بإذن الله رغم كل الأحقاد والمكائد، والتى كان لها الحظ الأوفر من الضغوط الإقتصادية منذ تداعيات جائحة كورونا، مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية، أزمة الدولار، تراجع المساندات من الدول الشقيقة لتخطى الأزمة، محاولات دفع سكان غزة للحدود المصرية للتخلى عن أرضهم، وقضيتهم وتمسك مصر بموقفها الواضح المؤيد القضية والحق الفلسطيني – رغم المزايدات – والضغوط التى يشملها إشعال ملف السودان لاخضاعه وتقسيمه، تحقيقا وإستكمالا لحركة الخريف العربي وبالتالي ارتكاب مجازر وجرائم حرب أشد قسوة وشراسة، وضراوة على الشعب السوداني الأعزل، وكأنهم يسترجعون حرب التتار على يد عصابات لا ترحم، في خطة ممنهجة لإخلاء الأرض السودانية من شعبها وتحريك من يتبقى منهم للحدود المصرية وهم بالملايين، هربا من حرب الإبادة الجماعية التى أودت بحياة أضعاف قتلى “غزة” بحثاُ عن الأمان، والمأوى، والمأكل، والدواء بمصر، ولن نتغاضى عن ما يحدث بليبيا الشقيقة، إضافة إلى ملف سد النهضة، وغير ذلك من مكائد لمحاصرة “مصرنا “، فمصر اليوم تواجه أخطر مؤامرة تتم في تاريخها، لكي يتم إخضاعها والسيطرة على شعبها وخيراتها.

 

ماذا لو أفقنا أكثر وبدلا من تبادل التهاني على مواقع التواصل الإجتماعي بمناسبة العام الجديد وإقامة السهرات والإحتفالات الصاخبة، وانشغالنا بالسوق السوداء، واخبار زواج وطلاق النجوم ومن أغنى رجل في العالم ومن عضه كلب الجيران .. وغيره لتشتيتنا عما يحدث، ومسح عقولنا بالإعلانات والانفاق في تفاهات، وعدم الإنتباه لأولوياتنا، والإلتفات لتوافه الآمور، دعونا ننشر الوعي لمتابعة الأحداث و الدعوة للتكافل، ليكن عام 2024م عام الإنتصار على الغمة، والفوز بمعركة البقاء، وننشغل بالحفاظ على مصر وحماية دولتنا، للخروج من هذه المكائد والمعارك منتصرين وبأقل الخسائر .

 

حان الوقت لكي نتماسك فعليا بعيدا عن الشعارات الجوفاء .. استغل وقتك لتكون منتج وفاعل كمواطن مصري واع قوي .. لاتنسى بإنك صاحب حق وتمتلك مقدرات تحسد عليها كقوات مسلحة عظيمة، تمتلك إرادة تهتز لها الجبال، عزيمة تقهر شعوب وحكومات، فإذا أردت أن تهزم عدوك، فأنت قادر على هزيمته هزيمة نكراء يتحدث عنها التاريخ، ولن تكون المرة الأولى .

 

ماذا لو كسبت بإرادتك الحديدية عام 2024م لصالحك مقتنصاً فوزاً، مرفوع الرأس، مضيفاً نصرا جديداً على عدوك يشهد عليه التاريخ، متربعا مكانة تليق بك وبعمق تاريخك .. أحبائى كل عام ومصر منبع الأمان والإحتواء والنصر .. مع تمنياتي أن يتحول عام 2024م لعام محاكمات وإدانة لضمائر حكومات قوى الشر التى لا تمثل ضمائر وإرادة شعوب .. تحيا مصر 2024م وللأبد مرفوعة الهامة .. جوهرة التاج .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى