“مصر ليست دولة نعيش فيها، بل دولة تعيش فينا”. “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن”. أقوال وطنية لا يمكن أن ينساها كل المصريين من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وهي أقوال أكدت على وحدة وتماسك وترابط وقوة الشعب المصري، مسلمين ومسيحيين، عبر التاريخ. تمتعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدرجة عالية جدًا من الوطنية عبر تاريخها ومواقف أثبتها بطاركة الكنيسة في العديد من المجالات.
ويذكر التاريخ أن البابا كيرلس الرابع، الملقب بـ”أبو الإصلاح”، هو البطريرك الذي سعى إلى إنشاء المدارس القبطية العامة والفنية، التي يمكن لجميع المصريين، مسلمين وأقباط، الالتحاق بها دون أي تمييز. وكان سابق عصره عندما أنشأ أول مدرسة لتعليم البنات عام 1858، وبهذا سبق دعوة قاسم أمين إلى ضرورة تعليم المرأة وسبق له إنشاء وإنشاء أول مدرسة لتعليم البنات معروفة في مصر والتي كانت المدرسة السنية قبل نحو 15 عاماً، حيث تأسست المدرسة السنية عام 1873م..
وكان البابا كيرلس الرابع سابق عصره في جلب مطبعة من الخارج لطباعة الكتب ونشر الفكر والثقافة. وكانت المطبعة الثالثة في مصر بعد مطبعة الحملة الفرنسية ومطبعة بولاق.