منير أديب يكتب: المأزق الأمريكي في غزة
لقد مرت مائة يوم على الحرب الإسرائيلية على غزة، تلك الحرب التي ورطت فيها تل أبيب واشنطن. ولم توقف إسرائيل هذه الحرب ولم تفلت أمريكا من الفخ الإسرائيلي، خاصة أن الأخيرة كانت تبحث عن شريك في الحرب وليس مجرد مؤيد.
إن دعم واشنطن لتل أبيب في الحرب الحالية سيكلفها عواقبه حاضرا ومستقبلا، إضافة إلى الضريبة التي تدفعها إسرائيل يوما بعد يوم، خاصة أنها لا تزال مستمرة في الحرب رغم خسائرها العسكرية والبشرية والاستراتيجية والدبلوماسية. حسنًا.
وباتت القوات الأميركية هدفاً في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في العراق. حتى أن الأخيرة طالبت بخروج قوات التحالف الدولي من أراضيها. وجاء في البيان الأمريكي أن خروج القوات لا يتم التفاوض عليه في أوقات الصراع. بل أصبح البحر الأحمر منطقة صراع وحرب حتى بعد تحرك البوارج الأمريكية لحماية مياهه.
إن الضربة الأمريكية البريطانية على ميناء ومدينة الحديدة دليل على المأزق الأمريكي الذي لم يكن له بديل سوى المواجهة العسكرية، وما سيتبعها من رد وردود، وهو ما لا تريده واشنطن بل اضطرت إليه.
وهنا تظهر المعضلة الأميركية، حيث شعرت واشنطن مؤخراً أن ضريبة دعم إسرائيل باهظة الثمن للغاية، وأنها لم تعد قادرة على تحملها، خاصة أنها أدركت منذ اللحظة الأولى أن أهداف حليفتها المعلنة هي القضاء على حماس، ثم تفكيكها، و يبدو أن تحرير الأسرى الإسرائيليين أمر صعب للغاية.
وتورطت أمريكا في الحرب الإسرائيلية. صحيح أن الأخيرة أرادت أن تدخل واشنطن الحرب بنفسها حتى يصبح وضع تل أبيب العسكري أفضل مما هو عليه الآن، لكن الدعم الذي قدمته واشنطن وما زالت تقدمه لإسرائيل جعلها شريكا وليس مجرد دعم.