ومن الحب ما قتل.. رفقا بالقلوب حتى لا تموت
بقلم الإعلامية.. هنا عبد الفتاح
هل تعلم عزيزي القارئ أن بعض القلوب قد تموت من الحزن بسبب تعلقها بالأشخاص..
نعم هناك بعض من الناس إذا أحبوا شخص تعلقوا؛ ثم امتلكهم تعلقهم لكل ما بداخلهم ؛حتى صار البعد بينهم مميت؛ وقاتل؛ فهل حقا مقولة من الحب ماقتل حقيقية؟ نعم عزيزي القار!..ومن الحب ما قتل! الحزن” إذا ولد من الحب قتل القلب تدريجياً حتى أن ينتهي بالموت الفعلي .. وهناك من يموت وهو على قيد الحياة وهنا اسوء من الموت الحقيقي..فالانسان إذا مات قلبه أصبحت حياته بلا حياة يعيش بلا هدف وبلا أمل..فكم المعاناة التي يعيشها من مات قلبه قاسية ؛لذا لابد من أن أسأل سؤال مهم لماذا نتعمد تدمير قلوب الاخرين بعد تعلقهم بالحب” لماذا يريد البعض قتل من يحبه عمداً..
سواء بالتجاهل ‘أو الاهمال’ أو التجريح بالكلام” رفقا بالقلوب”
فالقلوب لديها من الالام ما يكفي.فنحن نعيش في زمن يعتصر فيه الحزن قلوبنا..
فهل ترفقنا ببعضنا..
فالابتسامة جعلت في ديننا صدقة فهل نحن بخلاء لنستخسرها على أنفسنا..
ولا أدري لماذا يربط البعض الحزن بعدم الرضي أو قلة الإيمان ،او بالبعد عن ربنا …
فالنبي( صل الله عليه وسلم) سمى عام بعام الحزن ،
لانه كان حزين حزن شديد ، على زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها وعلى عمه ابو طالب ، و حينمافقد ابنه ابراهيم
قال ” إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون”
فالرض بقضاء ربنا لا علاقة له بكون الإنسان ، حزين ، او سعيد
فالقلوب من كتر الالم والصدمات يعتصرها الحزن؛
وكنت قد قراءت للمفكر والفيلسوف ديستوفيسكي موضوعاً عن الحزن والمشاعر في غاية الغرابة :
فقال هل تعرف رغم كل الذين أحبوني وأحببتهم، كنت أنا دائمًا الطرف الأكثر حبًا لهم، أقصد أن ورغم قدرتي الضعيفة على التعبير لكنني أقدم أشياء صادقة، أقدم أشياء ربما لا يعرفون قيمتها الا بعد نهاية علاقتنا، هم رائعون في البداية كـ الجميع كلهم رائعون في البدايات، الونس، الأمان، الردود الطيبة والشغف، أما عني فكنت دائمًا أبحث عن ما هو بعد هذة الخطوة، تمنيت لو أنني التقيت بـ شخص لا يمل مني، شخص يجيد التعبير عن مشاعره أفضل مني، بالكلمات، بالأفعال، بالأشياء البسيطة التي أحبها، فقط البدايات رائعة في كل شيء، لكن الوقت يُبرد مشاعرهم، الوقت يكشف أن إقترابهم مني كـان بدافع الفضول او مجرد نوبات احتياج فـتعثروا بي لأعوضهم عن الفراغات التي يشعرون بها، لم يحدث يومًا ووجدت من تغير لأجلي، من حاول وضحى ليبقى بجانبي. فكم الألم بين تلك الحروف يعتصر القلوب..
ودوما اتسائل هل حقاً يهدأ الشغف ويموت الحب وهل بعد أن كان الحبيب عاشقاً يصبح كارها..
وسألت قلبي فهو أصدق من يجاوبني..ووجدت أن المحب حقا لا يستطيع أن ينسي حبيبه أو يهدأ قلبه بالشغف.. إذا لماذا يتغير المحبين حتى يصلوا لدرجة الكراهية..
وجدت الإجابة.. في أنهم لم يكونوا من البداية محبين بل كانوا مطالعين مستكشفين . أما المحب فهما طال الزمن.. والبعد.
ومهما طالت القسوة أو الألم من الحبيب سيظل محب للابد..لا يفقد شغفه ولا يهدأ قلبه.. ولكن التغيير قد يميت أحدهم.حقا” فالقلوب خلقت لتكون اوطانا وليست محطات يستريح فيها العابرون؛.موت الإنسان ليس بكبره في الحياة أو بمرضه فمرض القلوب يميته في اليوم مئات المرات..
فنري الشاب عجوزاً ليس بتقدمه في العمر ولكن بانطفاء الضوء في قلبه وبانتزاع الحب من روحه..فيعيش بلا حياة فهل ترفقنا بالقلوب يا سادة “فالدنيا سوف تمر والعمر سيمر فلماذا نعيش العمر وقلوبنا موتي..
دعوا القلوب يملاها الحب ودعونا نبتسم لنعيش ونحيا بالحياة..
فهل دعونا الله أن يجبر قلوبنا المنكسرة جبرا عظيماً ينسينا كل ألم قد عشناه..