فيا قوم مُوسى، تأدبُوا عِند التفوهِ عن مِصرُنا بِلا دلِيل
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف- الخبيرة المصرية فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية
بنِى صهيُون، وكما العادة فأنتُم تكذِبُون، لا تكُفُون آذاكُم بِكُلِ رجمٍ يهُزُ القلُوع، لا أحدٌ يُشاطِرُكُم هذا العناء فى الكذبِ على العِباد والإفتراءِ من سِنين… فمصرُ أقوى من أى كذِبّة، والكذِبُ منكُم صنعتُمُوه ورأتُه عينى بِالدليل، فأدرتُ وجهى عن مُمثلِين إدعاء قد جاءُوا مِنكُم، وعاثُوا أرضاً بِالفسادِ لِتلويثِ الآمِنين
حُذِرنا مِنكُم، واليوم بات من حقِ مصر أن تُطالِبُكُم بِتعويض لِما إقترفتمُوه بِحقِها من أكاذِيب، لفقتمُوها بِدُون أدنى إثباتٍ أو دليل… إندهش وجهِى خلال مُتابعتِى لِدفاعُكُمُ اللئِيم، وضحكتُ دهشة لِمكركُمُ اللعين، هيأتُ نفسِى للصياح، لكن خذلتنِى عينِى فمِصرُ أقوى من كيدِ الظالِمين
ومصرُ تنأى بنفسها عن أى خوضٍ فى النزاهة من آثِمين، فكيانُكُم هشٌ صغِير، وكيانُكُم بِلا أدنى واقِع سِوى البِناء على أنقاضِ بيُوتِ الفلسطينيين… ومعبر رفح مُدّت يداه بِمُساعدات من كُلِ صوبٍ أو أى حِين، والكُلُ شاهد مُظاهرات تُنادِى رجفاً من أجلِ إدخالِ تِلك المُساعدات لِأبناءِ غزة لِتستكين
أخطائُكُم باتت أمامكُم يا إسرائِيل، ترنُو إليكُم لِتقتص مِنكُم كالرجِيم، وظُلمُكُم يشهد عليكُم فى نفِير، والغدرُ منكُم يرتجِف لِنُكرانِ حقٍ إغتصبتمُوه كالهشِيم… مع كُلِ صوت كتمتمُوه، تعلُو المآذِن مع قرعِ أجراسِ الكنائِس فى القُدسِ أعلى، لتفضِح ما إقترفته يداكُم مُلوثةً بِالرجسِ اللعِين
فيا قومُ مُوسى، تأدبُوا عِند التفوه عن مِصرُنا بِلا دلِيل، فمصرُ شابت من كذِبُكُم وتلفِيق تُهمٍ لِلعبادِ وهدمِ بيُوتِ الآمِنين، فمصرُ أبقى كالمنارة تشعُ نُوراً فى الصِدُور… لا أحد صامِت عليكُم، فإنتظِرُوا يا أبناء مُوسى شعباً كشعبِ مصر عِند الغضب لأى ظُلمٍ واقِع عليُهم، يثُورُ ثوراً لِلفتكِ منكُم ومن عبثِ العابِثِين
فيا أم مُوسى، هل ترضين ما جاءوا به بنِى صهيُون من كذبٍ دفِين؟ يرمُون تُهماٍ بِكِلِ باطِل بِلا تحرِى أو يقِين، فأبادُوا شعباً كشعبِ غزة الكرِيم… ورمُونا ظُلماً بِفعلٍ قبِيح، إدّعُوا علينا ما ليس فِينا، نعيشُ ثورة يا أُم مُوسى فى وجهِهُم البغِيض، نأبى نُهادِن أو نُصالِح فى أى حقٍ كى لا نُنافِق أو نخُون
نزلت دِمُوعِى زارِفة عِند التأمُل فى كُلِ سفر فى الكِتابِ من توراةِ مُوسى تنهِى المظالِم وتُعيدُ لِأصحابِها كُلَ الحقُوق، سألتُ موسى يا نبينا نشرت عدلاً، فإرتد ظُلماً من بنُوك… فقرأتُ أسفار مُوسى فى التكوِين، توقفتُ بُرهة عًنِد سفرٍ فى تلمُود ربِ العرشِ العظِيم، يُحذرُكُم من أى ظُلمٍ أو فِعلِ هِين
وجهتُ شكوى إلى أُمِ مُوسى وإلى نبينا كلِيمُ الله سيدنا مُوسى كى أستغِيث، أبناءُ قومُك فى إسرائيل قد حاربُوا مِصر وشعبُها بِكُلِ باطِل قد يُحيق… أبناءُ موسى قد عاثُوا ظلماً فى البِلاد، شتّتُوا كُلَ العِباد، ضايقُوا حتى الرِمال، ولم يُراعوا أى حدٍ لِلجوار، فإحتلُوا أرضاً بُكُلِ غُبنٍ بِلا إحترامٍ قد يلِين
هل بُعِثَ موسى لأبناء قومه لِنشرِ عدلٍ إرتابَ ظُلماً لِفعلتُهُم اللئِيم؟ وهل يرضى مُوسى وأمُ موسى بِهذا الواقعِ الألِيم؟ لا عقل يقبل أو ضمير ما بدر منهُم كالحصِيد… إغتصبُواً أرضاً بدُونِ حق، ونشرُوا حرباً من غيرِ وقف، بعد مجيئُ يهود قومُه من كُلِ صوبٍ وأى شتتٍ إلى أرضِ فلسطِين الحبيبة كالهجِين
أبناءُ موسى رموا أرض مصر وشعب مصر بِكُل حيلة قد تصِير، لكِن مصر أقوى من كُلِ غدرٍ يرتبكُ فصحاً كاللعِين، ومصرُ يقِظة لِإفكِ كيانهُمُ الدمِيم… ونحنُ نُوقِن بِالفوزِ العظِيم، فاللهُ وعد فى كتابُه وسُنن مُحمد بِالنصرِ المُبين، والنصرُ آتٍ لا محالة فى وجهِ إسرائيل الكهِين
ومصرُ دولة صُنِعت بِفخرٍ بِسواعِد رجالها وكُلِ جيل، فهل نسيتُم أبناء مُوسى يوم إنتصرنا بِكِلِ فخرٍ يوم الكِيبُور؟ وهل تذكُرون يوم هربتُم كالعبِيد؟… وهل فات تذكُر ماذا فعلنا بِكُم يوم العِبُور؟ فمصرُ أبقى من كيانِ غاصِب، ونصرُ أكتُوبر شاهِد علينا يوم إقتصصنا مِنكُم كالأسُودِ فى العرِين
وسنردُ أقوى للنيلِ مِنا ومن شعبِ مصر فى مُذكِرة دِفاع فِى لاهاى بهولندا فِى وجهِ إدعائكُمُ الرزِيل، وكُل مصرِى قد تحول إلى أسدٍ شهِيد، لِلزودِ عنا وعن إنحِطاطُكُمُ الهزِيل… فإنتظرُوا مِنا ما لم ترُوه يا قوم مُوسى فى إسرائيل لِفعلتُكُم القبِيح، ولا تنسُوا يوماً أن البِداية منكُم أنتُم وليس مِنا كالقرِين؟