حول العالم

“حكومات المستقبل” استشراف آفاق جديدة في دبي

 

بقلم د : خالد السلامي

دبي، الإمارات العربية المتحدة – في خضم التحولات العالمية المتسارعة، انطلقت اليوم في دبي فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، معلنة بدء مرحلة جديدة في تاريخ التعاون الدولي. هذا الحدث الفريد من نوعه يجمع تحت سقفه قادة الدول، صناع القرار، وخبراء المستقبل في منتدى عالمي غير مسبوق، يهدف إلى بحث سبل تشكيل حكومات المستقبل واستشراف آفاقها الجديدة.
تُعقد القمة هذا العام تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”، حيث تشهد مشاركة أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى نخبة من كبار المسؤولين، الوزراء، رواد الأعمال، والمختصين في مختلف المجالات من جميع أنحاء العالم، في تجمع هو الأضخم من نوعه.
محاور القمة الرئيسية
تركز القمة على ستة محاور رئيسية تشمل الاستشراف المستقبلي، التكنولوجيا والابتكار، الاقتصاد الرقمي، المجتمعات المستدامة، التعليم والمهارات، والحوكمة الرشيدة. هذه المحاور مصممة لتناول التحديات والفرص التي تواجهها الحكومات في عصرنا هذا وكيفية استثمار التقنيات الحديثة والابتكار في خدمة المجتمعات.
مشاركة دولية واسعة
تُعد القمة شهادة على الأهمية العالمية للحدث، حيث تشارك فيه أكثر من 150 دولة، في إظهار للحرص الدولي على تبادل الأفكار والخبرات حول أفضل الممارسات والحلول المبتكرة لخدمة المجتمعات. هذا التنوع يعكس رغبة عالمية في التعاون والعمل المشترك نحو مستقبل أفضل.
فعاليات متنوعة
بالإضافة إلى المنتديات والجلسات النقاشية، تُقام العديد من ورش العمل والمعارض التفاعلية التي تعرض أحدث الابتكارات في مجال العمل الحكومي. هذه الفعاليات تقدم للمشاركين فرصة فريدة للتعلم والاستفادة من تجارب الآخرين، وتسليط الضوء على التقدم التكنولوجي وتأثيره على الحكومات.
الاستشراف المستقبلي: رؤية بعيدة المدى
الاستشراف المستقبلي يعتبر أحد الأسس الرئيسية التي تقوم عليها القمة، حيث يهدف إلى تحليل التوجهات العالمية المستقبلية وتأثيرها على الحكومات. يتطلب هذا المحور من القادة وصناع القرار تطوير فهم عميق للتحديات والفرص المستقبلية، من خلال استخدام أدوات التنبؤ والسيناريوهات المستقبلية، لضمان استجابة أكثر فعالية للتغيرات المتوقعة وغير المتوقعة.
التكنولوجيا والابتكار: تمكين الحكومات
التكنولوجيا والابتكار يشكلان محوراً حاسماً في تشكيل حكومات المستقبل، إذ يركز هذا المحور على كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين الخدمات الحكومية وتمكين المجتمعات. من الذكاء الاصطناعي إلى البلوك تشين والروبوتات، تسعى الحكومات لاستغلال هذه التقنيات لتعزيز كفاءتها وفعاليتها، مما يتطلب تطوير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة وتبني ثقافة الابتكار.
الاقتصاد الرقمي: فرص وتحديات
الاقتصاد الرقمي يمثل محوراً آخر يتم التركيز عليه، مع النظر في فرص وتحديات تطوير واستغلال الاقتصاد الرقمي من قبل الحكومات. يشمل ذلك البحث في كيفية دعم الابتكار، تطوير ريادة الأعمال، وضمان الوصول العادل والشامل للخدمات الرقمية لجميع المواطنين. يتطلب هذا الجهود المنسقة لتعزيز البنية التحتية الرقمية، والحوكمة الإلكترونية، والأمن السيبراني.
المجتمعات المستدامة: نحو مستقبل مزدهر
بناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة يعتبر ركيزة أساسية لحكومات المستقبل. يتضمن هذا المحور استراتيجيات للتنمية المستدامة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مع التركيز على الحفاظ على الموارد الطبيعية، تعزيز النمو الاقتصادي الشامل، وضمان العدالة الاجتماعية. تشجيع المبادرات الخضراء والاستثمار في الطاقة المتجددة يعد جزءاً لا يتجزأ من هذا المحور.
التعليم والمهارات: تأهيل الأجيال القادمة
تطوير أنظمة تعليمية تلبي احتياجات المستقبل وتُعدّ الشباب لسوق العمل هو محور حاسم آخر. يشمل ذلك تحديث المناهج الدراسية، تعزيز التعلم الرقمي، وتوفير التدريب المهني والتقني لتطوير المهارات اللازمة في عالم متغير. يتطلب هذا التركيز على الابتكار في التعليم وضمان الوصول العادل إلى فرص التعلم للجميع.
الحوكمة الرشيدة: ضمان الشفافية والمساءلة
الحوكمة الرشيدة تشير إلى تعزيز الشفافية، النزاهة، والمساءلة في العمل الحكومي. يركز هذا المحور على تطوير آليات فعالة لمكافحة الفساد، تحسين جودة الخدمات العامة، وضمان مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار. من خلال استخدام التكنولوجيا، مثل الحكومة الإلكترونية والبيانات المفتوحة، تسعى الحكومات لبناء ثقة المواطنين وتعزيز الديمقراطية.
كل هذه المحاور تمثل جوانب حاسمة في تشكيل حكومات المستقبل، مؤكدة على الدور الحيوي للابتكار، التكنولوجيا، والتعاون الدولي في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وفي الوقت نفسه، توفير فرص جديدة للتقدم والازدهار للمجتمعات حول العالم.
تأثير هام وختام
القمة العالمية للحكومات على أهميتها كحدث ذو تأثير كبير تؤكد على مستقبل العمل الحكومي. من خلال تبادل الأفكار والخبرات، تُقدم القمة حلولًا مبتكرة لتحديات العصر، ممهدة الطريق نحو بناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة.
في الختام، تُمثل القمة العالمية للحكومات 2024 منصة عالمية للتواصل وتبادل الأفكار حول مستقبل العمل الحكومي، وتُعدّ فرصة مثالية للمشاركين للتعرف على أفضل الممارسات والحلول المبتكرة التي يمكن أن تخدم المجتمعات على المدى الطويل.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى