حول العالم

الرابطة العربية نظمت الملتقى الدولي التاسع حول متاهات الاتصالات

عايدة حسيني.

نظمت “الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال” بالتعاون مع كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، قبل ظهر اليوم، “الملتقى الدولي التاسع حول متاهات الاتصال ورهاناتها الثقافية في العالم العربي”، وذلك ضمن فعاليات “بيروت عاصمة للاعلام العربي”، برعاية وحضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري في مبنى كلية الاعلام – الفرع الاول في “الاونيسكو”.
حضر اللقاء رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، مدير كلية الاعلام الفرع الاول رامي نجم الى جانب عميدة الكلية ورؤساء الاقسام وشخصيات فكرية وثقافية واكاديمية لبنانية وعربية وحشد من الطلاب.
بعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء في لبنان وفلسطين، تحدثت رئيسة الرابطة مي العبدالله فأشارت الى ان “هدف الملتقى هو التنبيه لما تحمله التكنولوجيا من رهانات”، مؤكدة “اهمية العمل على تعزيز ثقافة المشاركة والحوار والانفتاح والاهتمام بشكل خاص بالبرامج التوعوية والتكوينية التي تهدف لنشر قيم المعرفة والوعي”.
واكدت ان “رسالتنا العلمية مستمرة وهي تقديم مظلة للباحثين في علوم الاتصال في المنطقة العربية” مشددة على ان “الازمات لن توقفنا عن اهدافنا رغم صعوبة الانتاج في ظروف محلية واقليمية ودولية متأزمة”.
من جانبه، قال نائب رئيس الرابطة هيثم قطب: “على الرغم من الظروف الأليمة والصعبة، أبينا إلا أن نعقد ملتقانا التاسع الذي كنا ننوي عقده في 28 تشرين الثاني 2023 وضمن فعاليات “بيروت عاصمة للإعلام العربي” والذي كنا قد أجلناه تضامناً مع أخوتنا في فلسطين، وظناً منا بأن الحرب ستنتهي في غضون أسابيع، وإذا هي مستمرة حتى يومنا هذا وبوتيرة متصاعدة. وها نحن نجتمع اليوم إيمانا منا بأن أنعقاد الملتقى، وفي بيروت بالذات هو نوع من رفض الموت والتصميم على الحياة”.
وختم: “نقف اليوم حائرين من أمرنا ومتسائلين من أين نستقي المعلومة الحقيقية؟ ما هي درجة صدقية وسائل الإعلام وموضوعيتها ؟ كيفية تقصي الصورة الحقيقية من الصورة المركبة لأغراض إيديولوجية؟.
بعد كلمة الاعلامي وناشر موقع “الوسط” محمد عطاالله، تحدث مدير كلية الاعلام الفرع الاول رامي نجم فتوجه بالشكر الى الرابطة وعطاالله ولرئيس الجامعة على دعمهم المستمر للاساتذة والطلاب والعاملين في الكلية.
كما توجه بالشكر الى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري، معتبرا “اننا منذ زمن لم نلحظ هذا الاتفاق بين وسائل الاعلام اللبنانية ووقوفها خلف القضايا المحقة”. وتوجه لمكاري قائلا: “انتم من مدرسة ومن بيئة معروفة بالوطنية”.
وقال استاذ فلسفة الاعلام في جامعة “التراث” العراقية الدكتور هاشم التميمي: “اليوم نوقد شمعة مؤتمرها التاسع ويتقاسم كعكتها باحثون من شرقنا العربي المضيء على الرغم من دخان الحروب وخليجنا المتألق ومغربنا الكبير ومصرنا المحروسة ويمننا الذي ما زال سعيدا لا يبالي بحجم الخراب، وجئنا من ارض السواد الذي اغرقته “داعش” بالدماء لكنه ما زال يشتهر بكتابة الشعر مثلما تشتهر سويسرا في صناعة الساعات….جميعنا جئنا الى لبنان التي قالت فيه فيروز حين زارت بغداد، جئتكم من لبنان اذا داعبته الريح ينكسر ، حينها اعترض عشاق لبنان في بغداد وغيروا كلمة ينكسر واصبحت تنكسر اي الريح وليس الاوطان”.
واضاف التميمي: “نعم لبنان لا ينحني وهو يعاني لانه تعلم من العنقاء كيف تخرج من تحت الرماد وينتصر بعراقة تاريخه وجمال طبيعته واصالة وشجاعة انسانه. وهنالك ليس بعيدا حين يسقط الفوسفور الحارق على اشجار الزيتون و البلوط والارز قد تموت الاشجار ولكنها وهي واقفة مثل وائل وفرح وهم يبتسمون للكاميرا جنوب لبنان وهما يغنون لفلسطين”.
“يسجل للرابطة وعلماء بحثها وادارتها العلمية انها ما زالت وفية لقضايا الانسان وحريته وقضاياه المصيرية وآفاق مستقبله وسلمه الاهلي الذي يتحقق بالتواصل وبعلوم الاتصال”.
بعد كلمة عميدة كلية الاعلام، القى رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران كلمة اكد فيها “اهمية العنوان الذي طرحه المؤتمر، فهو يستمد تلك الاهمية من سلسلة المتاهات التي تجتاح العالم اليوم، والتي تطال كل نواحي الحياة، من السياسية الى الاقتصادية فالاجتماعية، ولن يكون الاتصال آخرها”.
واكد بدران انه “في خضم التدفقات الاعلامية الهائلة التي تتضمن توجهات واجندات متضاربة ومتصارعة، فان الانسان لا يمكن ان ينأى بنفسه عنها”، داعيا “للسعي الى تحفيز الامانة المعرفية والتفاعل الاجتماعي والتعاون الانساني للحد من نشر الكثير من الترهات الاعلامية التي لا تهدف سوى الى الشهرة واستهلاك اوقات الملتقى والتلاعب بالافكار وتسطيحها، مما يسهم في تدني الثقافة العامة والادراك والوعي، وينعكس سلبا على التنمية الاجتماعية والرقي ونوعية الانتاج المادي والثقافي ويحد من القدرة على الابتكار”.
الكلمة الاخيرة كانت للوزير المكاري الذي ابدى سعادته “لأن بيروت لا تزال باقية ورائدة رغم كل ما مرت به من أزمات خلال السنوات الاخيرة، من الازمة الاقتصادية والمالية الى الازمة السياسية مرورا بانفجار مرفأ بيروت وقبلها جائحة “كورونا” وصولا الى الحرب الدائرة في الجنوب”.
واكد “اهمية استمرار الروابط التي تجمع لبنان بالعالم العربي، لا سيما وان الاخوة العرب بانتظار عودة لبنان بقوة الى الساحة العربية وساحل البحر الابيض المتوسط”.
وتوجه الى الطلاب قائلا: “انتم تستندون الى ارث اعلامي وثقافي كبير فلا تضيعوه في متاهات طائفية وسياسية ومناطقية”، مضيفا: “الطائفة هي شيء بينكم وبين ربكم، والمنطقة عبارة عن ثقافة وعائلة وانتماء، اما الحزب فهو عبارة عن موقف تجاه قضايا من المفترض ان تكون محقة كمكافحة الفساد وتحسين يوميات الشعب والوطن ومؤسساته”.

و “كونوا لبنانيين واستندوا الى هذا الارث، ولا تخافوا ابدا، فمجرد انكم لبنانيون، برغم كل ما نمر به، لا تفقدوا الامل، لان البلد مبني على أساسات انتم تشيدونها”.

وختم: “قبل ان اكون وزيرا كنت استاذا في الجامعة اللبنانية، وهو أمر افتخر به جدا، اضاف الكثير الى مسيرتي المهنية والثقافية والسياسية وساعدني في كيفية التعاطي مع الناس لانني احب كثيرا بأن اكون بين تلامذتي، الذين تعلمت منهم، وان اقوم بواجب التعليم”.
وفي ختام حفل الافتتاح، جرى تسليم درع “التميز” في البحث العلمي لسنة 2023 للدكتور عبدالله الكندي من سلطنة عمان، تسلمها ممثل عنه في وقت كان الكندي مشاركا عبر تقنية الفيديو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى