“شم النسيم” اقدم عيد شعبي في مصر
اعداد / ايمان عبد الرؤوف
كانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل ويقع في الخامس والعشرين من شهر برمهات وكانوا يعتقدون- كما ورد في كتابهم المقدس عندهم أن ذلك اليوم هو أول الزمان او بدء خلق العالم…
وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم عيد شموش أي بعث الحياة وحُرِّف الاسم على مر الزمن وخاصة في العصر القبطي إلى اسم (شم) وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله. يرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق.م. أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة ، ولو أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة أون وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.
وترجع تسمية “شم النسيم” بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية “شمو”، وهي كلمة هيروغليفية قديمة لها صورتان، هو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة ، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون.
ويخرج المصريون في مثل هذا اليوم من كل عام إلى الحدائق والمتنزهات ليحتفلوا بأعياد الربيع اما كما يسمى عيد شم النسيم وهي عادة قديمة منذ عهد الفراعنة حيث
كانوا يخرجون مع طلوع الفجر إلى الحقول ،بعد أن يهدي الزوج إلى زوجته زهرة اللوتس ، ويتناولون ،،،البيض،،، في الصباح ، وفي وقت الظهيرة يتناولون (( السمك المملح ، والفسيخ ، والبصل ، والخص ، وما يسميه المصريون (( ،،،الملانة ،،، وهي : الحمص الأخضر )) وفي نهاية اليوم يجتمعون أمام واجهة الهرم ليشاهدوا لحظة غروب الشمس وفي تلك اللحظة يحدث شيء عجيب حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم لتبدوا واجهته وقد انشطرت إلى قسمين ومازالت هذه الظاهرة تحدث في الحادي والعشرين من شهر مارس في كل عام وقد ارتبط أكل أنواع معينة من الأطعمة في هذا اليوم بمعتقدات عند الفراعنة مثل البيض فهو يرمز الي بدء خلق الحياة من الجماد وكانوا ينقشون عليه أمنياتهم للعام الجديد ، ويضعونه في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل ، وأغصان الأشجار ، لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه ، فتتحقق أمنياتهم و الفسيخ أو السمك المملح ظهر في عهد الأسرة الخامسة مع بدء الاهتمام بالنيل وتقديسه والبصل ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت ،والتغلب على المرض فكانوا يعلقونه في رقابهم ويضعونه تحت الوسائد ، ويعلقونه في المنازل والمشرفات والخص أيضا وقد عرف في الأسرة الرابعة وكان يسمى (( عب )) وهو دليل على الخصوبة ….
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو وطيب النسيم وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
علاقة الفسيخ بالقدماء المصريين (الفراعنة)
بدأت قصة الفسيخ من أيام الفراعنة وبالتحديد من الأسرة الخامسة، إذ تشير الوقائع التاريخية إلى أن المصريين القدماء احتفلوا بعيد الشمو أو شم النسيم بتقديم الأسماك المجففة قرابين للآلهة داخل المعابد واستخدم الفراعنة أنواعا مختلفة من الأسماك مثل البوري والشبوط والبلطي كما يظهر من خلال رسومات جدران المقابر، ولأن الصيد يقل في فترة الربيع كثيرا، يساعد الملح على حفظ السمك أطول فترة ممكنة وأطلق عليه اسم الفسيخ، لأنه عند إضافة الملح إلى السمك وتخزينه فترة من الوقت يتفسخ السمك ويصبح مفككا من الداخل ويفسخ..