حوار – ماهر عبدالوهاب
يقال في الأمثال ” خـذوا أسـرارهم مـن أطفالهـم ”
هل الأطفال يكذبون ببراءة، هل يكذبون أو يتخيلون، هل يجدون لذة في إختلاق الحديث، هل الطفل يكـذب أو يـروي ما يـدور فـي مخيلته وفـق مـا يـراه فــي الواقـع. الطفــل مـع بدايـة وعيه يبـدأ بالقيام بكثير من التصرفات التـي يحاول مـن خلالها لفـت الإنتباه إليه والإعتراف بكيانه إلـى أن يصـل إلـى عمـر الأربع ســنوات؛ ليبـدأ بعدهـا بسـرد القصــص الخيالية، إذ تكـون مخيلة الطفــل فـي أوجهــا، فيبـدع حينهـا فـي تخيـل إضافات لحكاياته لـذا علـى الأهل الإنتباه لسـلوكهم. في هذه المرحلة العمرية.
لقاء مع عدد من الأمهات البديلات
للوقوف على هذا الموضوع تواصلت مع عدد من “الأمهات البديلات” للحديث عن موضوع الكذب عند أبنائهم الأيتام وكيف يعالجونه فقالت الأم البديلة أم لطيفة: ” إبنتي لطيفة محمد أحمد عبد الله عمرها تسع سنوات ولله الحمد لم يظهر عليها أنها تكذب أبداً ولله الحمد”.
كذلك قالت الأم البديلة رغد عبد العزيز خالد أحمد: “عمر إبنتي تسع سنوات لم أشعر يوما أنها تكذب ولم تظهر عليها هذه الصفة ولله الحمد ”
كما قالت الأم البديلة أم سعد: “عمر إبني ٧سنوات ومن الطبيعي أن يكذب الطفل ، ولكني عالجت كذبه بشعوره بالأمان وعدم عقابه وإتخاذ أسلوب المحاورة والأسباب التي تجعله يكذب وعودته إذا قال الصدق حتى لو أخطأ لن أزعل منه، كان يكذب لأنه يخاف من العقاب أو حرمانه من ألعابه التي يحبها، وكنت أتكلم معه بصوت هادئ وأمدحه وأحاول قدر المستطاع أن أعرف الأسباب وأشعره بالأمان وأقول له مهما كذبت فلن تستفيد من كذبك وقل الصدق فلن أزعل منك ولن أعاقبك وكنت أقول له أن الله يحب الصدق وأتصرف معه بكل هدوء، ومهما شعر الطفل بالأمان وعدم خوفه من والديه يكون صادق ولن يكذب.”
ولكن قالت الأم البديلة زهراء أحمد قصادي أم عبد العزيز سلمان سعد: ” عمر عبد العزيز ١٢ سنه، وللأسف ظهر أنه يكذب من عمر تسع سنوات وأعتقد أن الألعاب والأجهزة الإلكترونية هي السبب في تعلمه الكذب، فتواصلت مع الأخصائيات الاجتماعيات بجمعية كيان وأخبرتهم بذلك، وأخبروني أنه لا يزال صغيرا وأنه سيترك هذه العادة السيئة شيئا فشيئا، إنتظرت كثيرا أن يتعدل سلوكه ولكنه لازال يعاند ويكذب حتى الآن.”
وهنا إلتقينا “بالأخصائية النفسية بجمعية كيان للأيتام ” الأستاذة ريم بنت فهد البليخي” لنتعرف أكثر على أسباب وعلاج الكذب عند الأطفال العاديين بشكل عام والأطفال الأيتام ذوي الظروف الخاصة بشكل خاص.
وأثناء الحوار معها قالت: ” حينما لا يشعر الطفل اليتيم ذوي الظروف الخاصة بالأمان مع أسرته البديلة فيلجأ إلى الكذب حتى يحميه من العقاب، أو أنه لم يتم توعيته بآداب الحديث مع الآخرين، فيرى أن الكذب وسيلة للشعور بأهميته لخلق حوار مع أصدقائه وأفراد المجتمع.
س 1/ لماذا فــي مرحلــة المدرسة قــد يستسـيغ الطفــل اليتيم الكــذب؟
إن كان لدى الطفل سلوكيات أخرى غير مرغوبة مثل السرقة أو التنمر فيكون الكذب هو الدرع لتلك السلوكيات حتى لا تنكشف، أو لخلق صداقات في المدرسة.
س 2 / متى يصبـح الأمر أكثـر تعقيـدا بالنسبة للأسر الحاضنة؟
يجب أن يكون هناك تعاون بين الأسرة الحاضنة والمدرسة حول سلوكيات الطلاب، ومحاولة الانتباه لها مبكرا ومعالجتها قبل أن تتعقد.
س 3 /هل إظهـار الأسرة التفرقـة فــي التعامـل بــن الأبناء قد يؤدي للكذب؟
نعم للشعور بالأمان، من أن يعاقب، أو للفت الانتباه من الأهل، ومن الممكن جدا أن يؤدي إلى سلوكيات أخرى غير مرغوبة للفت انتباههم.
س 4 / هل خوف الطفل من مصيره، أو شعوه بالاكتئاب يجعله يكذب؟
حينما يخاف الطفل من شي وهو يشعر بالأمان في محيطه سيعبر عن ذلك، أما إذا لم يتمكن من ذلك، فسيكذب لمحاولته أن ينتبه الأهل له.
س 5/ ماهي مسؤولية الأسرة الحاضنة فــي حمايـة الطفل مـن الوقـوع فــي شـراك الكـذب؟
لا بد من توعية الأسر الحاضنة بأهمية تعليم الطفل بآداب الحديث، وتعليمهم السلوكيات الطبيعية للطفل والغير طبيعية حتى لا يؤثر انتباههم على شي ويتركون شي آخر، وعدم تكذيب الطفل وإشعاره بصدقه ومحاولة إسترسال الحوارات معه، وعدم إستخدام الكذب داخل محيط المنزل.
س 6/ متى بجب على الأهل إستشارة الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي لتــدارك الأمر قبــل إستفحاله؟
حين يكذب الطفل أكثر من مرة داخل وخارج المنزل وعدم وجود أي مسببات لاستخدامه الكذب، وعندما يؤثر الكذب عليه وعلى الآخرين سلباً، لا بد من استشارة الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي لتــدارك الأمر قبــل إستفحاله.
س 7 / حدثينا عن دورك كأخصائية نفسية بجمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة في تصحيح السلوك والتصـرف الصحيـح لهذه المشكلة التي تعاني منها الأسر.
في حال الرغبة في الحد من الكذب يجب أن يكون الأساس هو التنشئة داخل المنزل، فيجب على الأسرة عدم الكذب، وعند إكتشاف الطفل أنه يكذب، يجب ألا تتم معاقبته، بل لا بد من الجلوس والحوار معه بلطف، وسؤاله عن سبب استخدامه للكذب، فبهذا الأسلوب يعزز شعوره بالأمان والثقة، ويبتعد عن هذه الصفة التي لا يحبها الجميع.