ناهد عبدالحميد: التعليم أحد ركائز بناء الإنسان المصري
علاء حمدي
عقدت لجنة الشباب المركزية ببيت العائلة المصرية برئاسة الاستاذ الدكتور مسعد عويس، ومقررها المساعد جناب القس أرميا مكرم، ندوة بعنوان “المناهج الدراسية وتعزيز قضايا المواطنة”، مساء أمس الأحد، ببيت السناري الأثري، وذلك بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية برئاسة الدكتور أحمد زايد.
أدارت اللقاء الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد عضوة لجنة الشباب المركزية ببيت العائلة المصرية ومدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافي بوزارة الثقافة، التي رحبت بالمنصة والحضور الكريم، موجهة الشكر للدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية على التعاون بين مكتبة الإسكندرية وبيت العائلة المصرية.
وقالت عبدالحميد، إن المناهج والمواطنة من الموضوعات البالغة الأهمية، خاصة في إطار إطلاق المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان المصري” و”المشروع القومي للتنمية البشرية”، فتضافر كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في هذا المشروع يعزز من قيم المواطنة وبناء الإنسان.
وتابعت عبدالحميد، أن التعليم يعد أحد ركائز بناء الإنسان المصري، فسنتحدث خلال هذا اللقاء المثمر عن موضوع المناهج الدراسية والمواطنة، وكيفية ترسيخ مبادئ المواطنة والقيم في نفوس الأجيال الجديدة، وأيضا الحديث المواطنة في كل التخصصات.
من جهته قال الدكتور عبدالمسيح سمعان عبدالمسيح، أستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس: نتناول اليوم موضوعاً مهماً وهو كيفية تعزيز قيم المواطنة من خلال المناهج الدراسية، فأن التعليم والمناهج لا يقتصران على نقل المعلومات الأكاديمية فقط، بل يمتدان إلى تعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية التي تشكل أساساً لبناء مجتمعات متماسكة ونشطة، فالمناهج الدراسية أداة أساسية في تعزيز قضايا المواطنة من خلال تقديم محتوى تعليمي يساهم في بناء مواطنين واعين ومشاركين بفعالية في المجتمع.
وتابع: أن للمناهج الدراسية دوراً مركزياً في تربية الأجيال على القيم والمبادئ التي تسهم في تطوير المجتمع وتعزيز استقراره، مشيرا إلى بعض المفاهيم التي يمكن إدراجها في المناهج الدراسية لتعزيز قيم المواطنة وتدعيمها، وتعتبر القيم الوطنية جزءاً أساسياً في أي منهج دراسي، من خلال إدماج (إدراج) محتوي يتعلق بتاريخ الوطن وتقاليده ورموزه، مما يساعد الطلاب علي فهم وإدراك هويتهم الثقافية والوطنية، وهذا يتضمن تعليم الطلاب عن الاحداث التاريخية الهامة والرموز الوطنية والاعياد الوطنية والبطولات …. الخ.
وتساعد التربية المدنية الطلاب على فهم نظام الدولة والمشاركة فيه بفعالية من خلال تعليم الطلاب عن المؤسسات الحكومية والعملية الإنتخابية والتشريعات ويصبحون أكثر وعياً بواجباتهم كأعضاء في المجتمع والمشاركة الفعالة في الحياة العامة، مع أعطاء الطلاب الفرصة لكتابة آرائهم وتعليقاتهم على المواقف والأحداث.
ويعتبر تعليم حقوق الإنسان جزءاً مهماً في تعزيز المواطنة، حيث يمكن للطلاب من خلاله فهم حقوقهم وواجباتهم كمواطنين، يشمل ذلك تدريس المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقوانين الدولية المتعلقة بها، وكيفية حماية هذه الحقوق.
ويمكن للمناهج الدراسية أن تعزز من قيم العمل التطوعي من خلال إدراج مشاريع ومبادرات تعزز المشاركة المجتمعية وهذا يعزز من شعور الطلاب بالمسؤلية تجاه المجتمع وتشجيعهم على المساهمة في تحسين بيئتهم، وتطبيق ما تعلموه في الحياة.
أما تعليم مهارات حل النزاعات، فيمكن أن يكون جزءاً من المناهج الدراسية، هذا يتضمن تدريب الطلاب علي كيفية التفاوض وحل المشكلات بطريقة سليمة، مما يعزز من مهاراتهم في التعامل مع الخلافات في المجتمع، والمساعدة بشكل بناء مع الخلافات وتعزيز التعاون.
وتعزيز فهم الطلاب لمفاهيم التنوع والشمول مما يعزز من احترامهم للاختلافات الثقافية والاجتماعية، ويساعد على بناء مجتمعات اكثر تماسكاً وشمولياً ويشجع على التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
وتشجيع الطلاب على التفكير النقدي والتحليلي من خلال المناهج الدراسية مما يعزز من قدرة الطلاب على تحليل المعلومات وتقييمها واتخاذ قرارات مدروسة، ويعزز التفكير النقدي ايضاً من قدرة الطلاب علي فهم القضايا الاجتماعية والسياسية بطرق عميقة وواعية مما يشجعهم علي المشاركة الفعالة في المجتمع.
وأضاف سمعان، أن المفاهيم السابقة يمكن أن تعزز من قيم وقضايا المواطنة سواء من خلال دمجها بالمقررات الدراسية المناسبة أو اعداد وحدات دراسية خاصة بها او موضوعات دراسية او مقررات دراسية منفصلة، وفي هذا الاطار يجب على المعلمين استخدام طرق تدريسية مناسبة مثل المناقشات وحلقات النقاش والتعلم التعاونى وحل المشكلات والعصف الذهني والبعد تماماً عن أسلوب التلقين مع تنظيم ندوات وورش عمل والمناظرات والمسرح المدرسي لتحقيق وتنمية قيم المواطنة لدى الطلاب، مع استخدام أفلام تعليمية ومطويات وبوسترات تساعد على تنمية وتدعيم قيم المواطنة.
كما يعد مشاركة الطلاب في أنشطة المعسكرات وكتابة البحوث والحكم الذاتي بالمدرسة الباب لتحقيق المواطنة… الخ، وقد يكون من الواجب العمل على تدري المعلمين لتحقيق الأهداف المنوطة، فللمعلم دور هام في إكساب الطلاب كثيراً من القيم والعادات والاتجاهات التي من شأنها تحقيق صفة المواطنة لديهم، وقد يكون من المفيد العمل على رعاية الطلاب والاهتمام بمشاكلهم من جميع أفراد المجتمع المدرسي مما يعزز قيم الولاء والانتماء للمجتمع المدرسي ولبلدهم.
وواصل: يجب على المناهج أن تحقق للطلاب قيم وابعاد المواطنة المتمثلة في: الشعور بالمسؤلية، وتقدير العمل من أجل تنمية المجتمع والتطوع، والولاء لمصر والاعتزاز بها، وتقدير الرموز والشخصيات القومية التي لعبت دوراً في فروع المعرفة المختلفة، وممارسة السلك الديمقراطي داخل الفصل وخارجه عن قناعة، والحرص على تقدير قيم الوقت، حُسن استخدام الموارد والإمكانات المتاحة، تقبل الطالب لذاته ولزملائه، إظهار حسن تكيف الطالب مع بيئة الدراسة، الحرص على تقدير قيمة الابتكار، إظهار روح التطوع والمبادأة والفضول العلمي، التمكن من إقامة اتصال إقناعي ناجح مع الغير، الميل للمخاطرة المحسوبة واكتساب روح المغامرة، إظهار سعة أفق وقبول الآخر.
وأكد سمعان، أن للتعليم والمناهج الدراسية يداً عليا في تدعيم قيم المواطنة وبناء جيل واع ومشارك بإيجابية في نهضة المجتمع ورقيه وازدهاره.
من جهته قال الدكتور ناصر سعد خليل الجندي عضو لجنة التدريب بالإتحاد العام للجمعيات الأهلية، إن التربية والتعليم هما حجر الأساس في بناء المجتمعات المتقدمة، فهما الوسيلة التي نستطيع من خلالها تشكيل وعي الأجيال القادمة وصياغة هويتهم بما يتماشى مع قيم ومبادئ الوطن.
وتابع: أن المناهج التعليمية تعد أحد أهم الأدوات التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف، حيث تُمكّننا من غرس مبادئ المواطنة الحقة في نفوس الطلاب بما تتضمنه من قيم التسامح، والمساواة، والعدل، والمسئولية، وهم الركائز الأساسية التي يجب أن يتضمنها أي منهج تعليمي يهدف إلى بناء مجتمع متماسك، بل هم أساس للتعايش السلمي بين الأفراد من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية.
وأكد الجندي، أن المناهج التعليمية ليست مجرد وسيلة لنقل المعرفة الأكاديمية، بل هي أيضًا أداة فعّالة لبناء أجيال تؤمن بالمواطنة الحقة وتعمل على تعزيزها، موضحا أن دمج قيم التسامح، والمساواة، والعدل، والمسؤولية في المناهج هو استثمار في مستقبل الوطن، فالأجيال القادمة هي من ستقود مسيرة البناء والتطوير، ولذلك يجب أن تكون هذه القيم راسخة في نفوسهم ليتمكنوا من تحقيق مجتمع متماسك، عادل، ومتقدم.
في حين تناول الدكتور أيمن عبدالعزيز سلامة أستاذ مساعد علم النفس التربوي بالجامعات العربية، الحديث عن قيم المواطنة، التي تتناول محاور عديدة أهمها: تنمية المواطنة ضرورة حتمية وجسر حماية للمجتمع، والمواطنة دستور ينظم الحقوق والواجبات بين الفرد والمجتمع وتزيد درجة المواطنة في ضوء اشباع المجتمع لحاجات الفرد البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
وأضاف سلامة، أن قيم المواطنة عديدة نذكر منها: الانتماء والاعتزاز والتضحية… الخ، ولنا في حرب أكتوبر خير مثال للمواطنة حيث اذهل الجندي المصري العالم كله من خلال تصحيته بالغالي والنفيس لتحرير الأرض، وكذلك تتضمن المواطنه فهم وقبول الآخر والتواصل معه، وهذا من خلال دعم مباديء المسئولية الاجتماعية وتكامل الأدوار.
وأكد سلامة، أن تنمية المواطنة تبدأ من الأسرة والمدرسة والإعلام المرئي، وفي ذلك لابد أن تلعب القدوة دورا رئيسا في تشكيل سلوك وقيم اتجاهات الأفراد.
وأشار إلى أن تحديات المواطنة تنحصر في العولمة، والثورة التكنولوجية، والانفتاح على العالم من خلال وسائل التواصل، والانفجار المعرفي… الخ، لهذا لا بد أن ننفتح على كل المجتمعات للاستفادة من تجاربها الإيجابية مع الحفاظ على هويتنا المميزة، وكذلك من دعائم المواطنة الإيجابية مشاركة الفرد في كل المناشط الوطنية والانشغال بمشكلات المجتمع والسعي نحو حلها.
كما تم عرض ملخص لبحث عن العلاقة بين العمل التطوعي وقيم المواطنة لدى شباب الجامعات ووجدت علاقة إيجابية بين المتغيرين لهذا اقترح أن يكون هناك مناهج معلنة ومستترة وأنشطة صفية ولا صفية تهدف إلى توظيف العمل التطوعي لحل مشكلات المجتمع وهذا يساهم في بناء شخصية الشباب.
من ناحيته قال الدكتور عبدالله إبراهيم حنا المدير العام والخبير التربوى في مجال تدريس التربية الدينية، إن المواطنة تحث على التسامح والحوار واحترام الرأي الآخر، والمقصود بالآخر هنا هو أما أن يكون فرداً مختلفاً أو مجتمعاً مختلفاً أو ثقافة مغايرة، والبعض قد يحدد الآخر على أساس عرقي أو جنسي أو أساس لغوى أو عقائدي، ومن البديهي أن قبول الآخر والتعايش المشترك يعتبر من المبادئ والأسس الأساسية التي لا يستقيم بدونها مبدأ المواطنة من خلال افتراض التعددية، وعدم الانحياز إلى رأي دون الآخر أو جنس دون الآخر أو عقيدة دون الأخرى فمثلاً القبول بالآخر الدينى نوع من القبول الايجابي بالآخر صاحب العقيدة المختلفة.
وأضاف حنا، أن المواطنة هي تعبير عن الصلة الإيجابية التي تربط بين الفرد وبين باقي عناصر الأمة، وبين الدولة القائمة على أرض الوطن، وبمعنى آخر فإن المواطنة هي تعبير عن طبيعة وجوهر الصلات القائمة بين الدولة الوطنية، وبين من يقيمون على هذا الوطن، فالمواطنة حق يجب ان يتمتع به كل أبناء الوطن، وبناء على ذلك فإن المواطنة هي قبول الآخر والتعايش معه فهي فعل جماعي يحصد ثمارها كل أبناء الوطن، فالوطن للجميع يبنيه الجميع وخيره للجميع.
وواصل: أنه من منظور آخر للمواطنة يكون شعارنا المحبة والسلام في المسيحية والإسلام لا بد من نبذ الفكر التكفيري والدعوه إلى الفكر المستنير الداعم للمواطنة، ولدعوة لما هو يجمعنا والبعد عن ما يفرقنا، فيجب عمل مسابقات مشتركة تجمع المسيحين والمسلمين تحت سقف واحد، وتعريف أولادنا بمكانة مصر التي ذكرت في القرآن خمسة مرات بتصريح و34 مرو بتلميح وذكرت في الأنجيل والتوراة 698 مرة بتصريح مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه.
وطالب حنا من خلال المواطنة بتوفير معلم لتدريس مادة الدين المسيحي في المدارس ولا يترك الأبناء بدون معلم.
فيما تحدثت نوره سمير استشارى تربوى وخبير تعليمى، عن المناهج الدراسية وتعزيز قضايا المواطنة في ضوء بعض الحقائق وهى أن وزارة التربية والتعليم مؤسسة تنشئة سلوكية تهدف إلى تربية وتهذيب سلوكيات الأبناء، لذا لا بد من مراجعة المناهج باستمرار لأنها لا بد أن تحاكى الأحداث الجارية ومستجدات الواقع، وأيضا حقيقة أخرى هى اهتمام الأسر المصرية بالتعليم ومخرجاته، لذا نثمن قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسي على إضافة منهج القيم والمهارات الحياتية .
ونتمنى إضافة تلك المناهج للمراحل قبل الجامعى والجامعى التى تعتبر من المراحل الهامة فى تشكيل فكر ووجدان أبنائنا مما يتيح لنا ضمان الأمن الفكرى وتحصين أفكارهم ضد أى حراك الشر والأفكار الهادفة التى قد يحاربنا بها أعداء الوطن ، وأختتمت حديثها قائلة: “حفظ الله مصر وشعبها فى أمن وسلام إلى يوم الدين”.
وعن دور المناهج الدراسية فى تحقيق مفهوم المواطنة، قال الدكتور محمد الغمرى مدير مركز تنمية الموارد لتجريبيات القاهرة، إن المواطنة هى علاقة الفرد بالوطن الذى ينتسب إليه، والتى تفرض حقوقًا دستورية وواجبات منصوصًا عليها بهدف تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة، والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن أيضًا على حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح هذا الوطن، ويؤدى التطبيق المجتمعى لمفهوم المواطنة فى كافة المؤسسات إلى تنمية مجموعة من القيم والمبادئ والممارسات التى تؤثر فى تكوين شخصية الفرد، والتى تنعكس فى سلوكه تجاه أقرانه وتجاه مؤسسات الدولة وكذلك تجاه وطنه.
وتابع: أن المواطنة إطار يستوعب الجميع، فهو يحافظ على حقوق الأقلية والأكثرية في نطاق مفهوم المواطنة الجامعة، والمواطنة هي المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الصبغات الدينية أو المذهبية أو القبلية أو العرقية أو الجنسية، فكل مواطن له جميع الحقوق وعليه جميع الواجبات، والمواطنة الحقيقية لا تتجاهل حقائق التركيبة الثقافية والاجتماعية والسياسية في الوطن ولا تحدث تغييرًا في نسب مكوناتها، ولا تمارس تزييفًا للواقع.
وأشار الغمري إلى أن مقومات المواطنة تتضمن: المساواة وتكافؤ الفرص، والمشاركة في الحياة العامة، وحق المواطنة، فهو لايتحقق بالقوانين وحدها ، لكن لا بد أن ترتكز الممارسات أيضاً، فأن مفهوم واشارات الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو للمواطنة وحقوق المواطن منذ الإرهاصة الأولى للثورة كانت دعوة كل الأطراف للاتفاق على خارطة الطريق، إلى حد دعوة الأحزاب الممثلة للنظام السابق وتوجهها المرفوض والذي قامت الثورة لإسقاط نظامهم، إشارة هامة لاحترام مبادئ المواطنة، وفى الدستور المصرى 2014، توجد إشارات واضحة لتفعيل قيم المواطنة فى أكثر من مادة، وإعادة بناء وترميم بناء ما دمرته معاول الشر الإرهابية، واصدار توجيه بمثابة قرار رئاسى على بناء مسجد وكنيسة فى كل مجتمع عمرانى جديد، ومطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإصلاح الخطاب الدينى والثقافى والإعلامى، والإجهاز على العشوائيات وبناء البديل الحضارى وتسكين أهاليها بنجاح هائل، احدى اشارات المواطنة أيضا، وإصدار وتفعيل قانون “التأمين الصحى” وبداية التطبيق التجريبى الفعلي في عدد من المحافظات، وغيرها من القوانين.
وواصل: أن فرض الانفتاح عن العالم تحديات كبيرة، باتت تفرض علينا مراجعة أدبيات النظام التربوي ومناهجه المعتمدة، باعتبارها الوسيلة الأولى التي تعنى ببناء الفرد الصالح، والذي يعد أحد مقومات المجتمع، والمحافظة عليه واستمراريته، وتحقيق طموحاته وأماله، من هنا جاءت الحاجة الى الاهتمام بتربية المواطنة، من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع، وتنمية الشعور بالانتماء للوطن، وغرس احترام النظام والاتجاهات الوطنية والنظم والتعليمات، وتعريف النشأ بمؤسسات بلدهم ومنظماتها الحضارية وأنها لم تأت مصادفة بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير، ولذا من واجبهم احترامها ومراعاته.
وقال الدكتور أحمد الشامي مستشار النقل البحرى خبير اقتصاديات النقل ودراسات الجدوى، إن مصر تمتلك ٢٧ محافظة أي بمقدار مليون كيلو متر وإذا اعتبرنا أن منظومة التعليم كالتربة فلا بد وأن يتم معرفة خصائص كل محافظة، وبالتالي لا بد أن يكون التعليم طبقا لمؤهلات هذه المحافظة بمعنى محافظة حدودية بها موارد طبيعية يصبح تأهيل المواطنة مرتفع للحفاظ علي كيان الدولة، لأن حدودها مع الغير.
وتابع: أن المنظومة ترتكز على اجبارية التعليم للكافة في المرحلة الأساسية من الصف الأول حتى الخامس، والسنة السادسة هى التى تفرز مدى جودة ملتقى العلم، فلا بد أن يكون التوعية للأهل قبل الالتحاق، وأيضا لا بد أن تكون هناك كتل من الأهالى ليتم التأكيد على حسن النشء والتربية بشكل منظم ومتناسق، وترك الحرية ليست مطلقة للأطفال ومتابعتهم لمعرفة سلوكهم ومواهبهم الأفضل ينمي والأسوء يعدل، فالتربية وأهمية التركيز على تعليم الحروف الأبجدية ومبادىء الأديان كافة فى التسامح وقبول الآخر والأخلاق، وأيضا التربية الوطنية مع التركيز على تعليم اللغات حتى نتعايش مع الآخرين والعلوم الإنسانيه البسيطة ليكون تأسيس الطفل صحيح.
من جهتها أشادت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف اولياء امور مصر وخبيرة الأسرية والتربوية، بالقرار الوزاري بشأن تنظيم عمل قواعد الدراسة والامتحانات والتقويم بالمدارس التي يدرس بها وتمنح شهادات دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة (دولية) واصفه القرار بالقرار الجريء.
وتابعت الحزاوي: أن المدارس الدولية للاسف الشديد غابت عنها الحفاظ على الهوية الوطنية واللغة العربية اللغة الأم لتخرج لنا اجيال لا يفقهون شيء عن اللغة الأم والتاريخ، وتعاليم الدين وأصبح من الأهمية بمكان في هذا العصر أن يتم الاتجاه لتعزيز قيم الولاء والانتماء للطالب المصري خصوصا أن المدرسة لها دور كبير في تكوين شخصية الطالب ومبادئه وسلوكياته.
وأضافت الحزاوي، أن تعميق الهوية الوطنية لا يأتي إلا من خلال دراسة اللغة العربية والتاريخ، كما أن دراسة التربية الدينية هامة من أجل الحفاظ على الأبناء من السلوكيات الغير منضبطة.
وأشارت الحزاوي، إلى إن وزير التربية والتعليم أصدر قرارًا وزاريًا بشأن تنظيم عمل قواعد الدراسة والامتحانات والتقويم بكافة المدارس التي يدرس بها وتمنح شهادات دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة “دولية” داخل جمهورية مصر العربية، والتزام كافة المدارس المرخص لها بتدريس مناهج دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة “دولية” بتدريس مادة اللغة العربية لمرحلة رياض الأطفال، والتزام كافة المدارس المرخص لها بتدريس مناهج دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة “دولية” بتدريس مادتي اللغة العربية والتربية الدينية لطلاب الصفوف من الأول حتى الثالث أو ما يعادلهم،
وأيضا التزام كافة المدارس المرخص لها بتدريس مناهج دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة “دولية” بتدريس مواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الدينية من الصف الرابع حتى الصف التاسع أو ما يعادلهم طبقا للمنهج المطبق بالمدارس الرسمية المصرية، كما أن ١٠٪ نسبة درجة الطالب في كل مادة من مادتي اللغة العربية والدراسات الاجتماعية من المجموع الكلي في نهاية كل صف دراسي، وتدريس مواد اللغة العربية والتاريخ والتربية الدينية في كافة المراحل التعليمية من الصف العاشر حتى الصف الثاني عشر أو نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلهم طبقا للمحتويات الدراسية المحددة من قبل الوزارة.
في حين يتضمن المجموع الكلي للشهادة الدولية المعادلة لشهادة الثانوية العامة درجات مادتي اللغة العربية والتاريخ بنسبة ١٠% لكل مادة دراسية عن طريق امتحان عام تنظمه وزارة التربية والتعليم، كما تتضمن درجات شهادة الدبلومة الأمريكية نسبة ٤٠% GPA و ٤٠% للاختبارات النهائية الدولية الأمريكية و ٢٠% تحتسب من المجموع الكلى لامتحاني اللغة العربية والتاريخ، على أن يسري القرار على كافة الطلاب الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال (KG1 ) وحتى الصف التاسع أو ما يعادله اعتبارا من العام الدراسي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ وعلى الطلاب المقيدين بالصف العاشر أو ما يعادله اعتبارًا من العام الدراسي ٢٠٢٥ / ٢٠٢٦.
واختتم اللقاء بفقرة للشاعر الصغير أدهم جمال الفائز بجائزة الدولة للمبدع الصغير في دورتها الرابعة لعام 2024، في فرع الشعر الفئة العمرية الأولى، حيث القى العديد من القصائد الشعرية التي لاقت استحسان الحضور.
وقد حضر اللقاء رئيس لجنة الرصد والمقترحات اللواء الدكتور محسن الفحام ,و أعضاء لجنة الشباب ببيت العائلة المصرية وهم: الأستاذ كرم عفيفي، والدكتور محمد عبدالفتاح، والدكتورة جيهان رجب، والأستاذ مدحت الخربوطلي، والمهندس ممدوح بدوح، ولفيف من المهتمين بهذا الشأن .