برنامج البجروت بين الشعبية المتزايدة والجدل حول الخيارات التعليمية
يارا المصري
شهد برنامج “البجروت” الإسرائيلي في القدس الشرقية إقبالًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، حيث أظهر استطلاع حديث أن 62٪ من أولياء الأمور في المدينة يخططون لتسجيل أطفالهم في هذا البرنامج. يُعزى هذا التوجه إلى الفرص المهنية والتعليمية التي يوفرها البرنامج مقارنة بالمناهج التقليدية.
أصبح برنامج “البجروت” الخيار المفضل للعديد من العائلات في القدس الشرقية بسبب تفوقه في إعداد الطلاب لسوق العمل ورفع معدلات قبولهم في الجامعات. في المقابل، يعاني المنهاج الفلسطيني التقليدي من ثغرات كبيرة في ربط التعليم بمتطلبات سوق العمل، وهو ما يجعل خريجيه أقل تنافسية.
توضح د. سميرة عليان في بحثها، الذي ترجمه مركز “مدار” للدراسات الإسرائيلية، أن تمسك المناهج التقليدية بمواد تعليمية قديمة وغير متجددة يساهم في تقليل فرص الخريجين في سوق العمل. تشير عليان إلى أن التعليم بحاجة إلى تغييرات جذرية ليتماشى مع متطلبات العصر، مؤكدة أن التجديد في المناهج يجب أن يكون عملية مستمرة لتحسين فرص الشباب في المستقبل.
مع زيادة الإقبال على برنامج “البجروت”، يواجه أولياء الأمور قلقًا متزايدًا بشأن القدرة على تسجيل أطفالهم، نظرًا لمحدودية الأماكن المتاحة في البرنامج. هذا الوضع يعكس التحدي في تلبية الطلب المرتفع على البرنامج، الذي يعتبر نافذة لتأمين مستقبل أفضل لأبنائهم.
قبل عام 1967، كانت مدارس القدس الشرقية تحت إدارة الحكومة الأردنية وتعتمد المنهاج الأردني. بعد ضم القدس الشرقية، أُدخل منهاج “البجروت” الإسرائيلي إلى المدارس الرسمية، بما في ذلك تعليم اللغة العبرية. ورغم الجدل حول الهوية الوطنية والتعليم، نال البرنامج ثقة العائلات الفلسطينية بفضل نتائجه العملية.
يمثل برنامج “البجروت” تحولًا في طبيعة التعليم بالقدس الشرقية، حيث يلبي احتياجات سوق العمل ويزيد من فرص الطلاب في التنافس على وظائف وفرص تعليمية أفضل. ومع ذلك، يبقى النقاش مفتوحًا حول كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الوطنية والاستفادة من الفرص التي يوفرها هذا البرنامج.
إن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد حلول تسد الفجوة بين المناهج التقليدية ومتطلبات الحياة العصرية، مع ضمان أن يكون التعليم أداة للنهوض بالمجتمع الفلسطيني في القدس الشرقية.