أطباء ألمانيا يضربون عن العمل ويغلقون عياداتهم أمام المرضى لتحسين أجورهم
وتواجه ألمانيا موجة احتجاجات في القطاع الطبي، بعد أن أغلقت آلاف العيادات أبوابها أمام المرضى، خلال الفترة ما بين عيد الميلاد ورأس السنة، في ظل إضرابهم عن العمل، من أجل جمع الأموال، ما أربك حسابات برلين من قبل. احتفالات رأس السنة.
أضرب الأطباء الألمان عن العمل للحصول على مستحقات مالية، وهو ما وصفه كارل لوترباخ، وزير الصحة، بأنه غير مناسب على الإطلاق، بحسب ما نقلت قناة “إن تي في” الألمانية.
وقال لوترباخ إنه لا يفهم سبب الإضراب، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة التي تقوم بها مختلف الجمعيات الطبية. باستثناء سويسرا، بالطبع لا يوجد مكان آخر في أوروبا يجلب الدخل المهني بقدر ما هو الحال في ألمانيا، ولا أرى أي مجال لزيادة الرسوم.
وأبدى وزير الصحة الألماني استعداده لمناقشة الشكوى من العبء الزائد والبيروقراطية في الممارسات الطبية، مؤكدا رغبته في تنفيذ إصلاحات جديدة.
ودعت النقابات الطبية إلى إغلاق عيادات الأسرة والممارسات التخصصية في جميع أنحاء البلاد، من المقرر أن يستمر حتى الجمعة المقبل، وسط توقعات بإغلاق عشرات الآلاف من العيادات في جميع أنحاء البلاد.
وانتقد يوجين بريش، مجلس إدارة المؤسسة الألمانية لحماية المرضى، الإضراب المعلن، لأنه -من وجهة نظره- يؤثر بالدرجة الأولى على كبار السن والضعفاء.
وقال بريش إن نقابة سائقي القطارات تخلت عن الإضرابات بين عيد الميلاد وبداية العام الجديد، ولهذا السبب من غير المفهوم أن تكون هناك دعوات لإغلاق العيادات في وقت يعاني فيه الكثير من الناس من المرض.
ولم تكن إضرابات الأطباء الأخيرة في ألمانيا، إذ شهدت برلين الأسبوع الماضي ظاهرة الجرارات في مسيرة حاشدة بشوارع العاصمة برلين ضد ارتفاع أسعار الوقود، وسط مطالبة المزارعين بمزيد من الدعم من الحكومة. حكومة “إشارة المرور”، بحسب موقع “تاغس شو” الألماني. .
واحتج المزارعون – بما في ذلك أصحاب الجرارات – على إلغاء دعم الديزل وارتفاع أسعار الوقود والإعفاء الضريبي على المركبات الذي خطط له تحالف إشارات المرور.
وعد كارل لوترباخ، وزير الصحة الاتحادي، بثورة إصلاحية في مستشفيات ألمانيا، من أجل تطويرها وتخفيف الضغط الاقتصادي على العيادات.
وقال وزير الصحة إن المشكلة موجودة في ألمانيا منذ عقود، والتي تنظر دائما إلى التكاليف الإجمالية للحالة، حيث تسعى العيادات إلى علاج الحالات بأقل التكاليف لتحقيق الربح.
وأوضح لوترباخ أن العشرات من كبار الأطباء غادروا المستشفيات بسبب الضغوط الاقتصادية الهائلة.
تعرض القطاع الصحي في ألمانيا لموجة من الانتقادات، بعد انخفاض عدد أسرة المستشفيات للمرة الأولى منذ 30 عاما، وسط مطالبات بوقف إغلاق المستشفيات.
وانخفض عدد أسرة المستشفيات بمقدار الثلث خلال 30 عاما، وتحديدا منذ عام 1991، عندما انخفض عددها في المستشفيات الألمانية إلى 581 سريرا لكل 100 ألف شخص، بحسب صحيفة “دي تسايت” الألمانية.
وأدى الانخفاض الملحوظ في عدد أسرة المستشفيات إلى مطالبة أحزاب اليسار بوقف إغلاق المستشفيات لمواجهة هذه الأزمة.
في عام 1991 كان هناك حوالي 656 ألف سرير في ألمانيا، وفي عام 2021 أصبح عدد السرير 483 ألف سرير، مما يعني انخفاض المعدل من 832 إلى 581 سريرا لكل 100 ألف ساكن خلال 30 عاما.
ويخطط كارل لوترباخ، وزير الصحة الاتحادي، لإصلاح المستشفيات وإعادة بناء حوالي 1800 مستشفى في جميع أنحاء البلاد.
وتشير الأبحاث إلى أن آخر إصلاح في قطاع المستشفيات كان قبل 20 عاما، وأن واحدا من كل 10 منشآت طبية يعاني من خسائر كبيرة.