رعب الولادة فى غزة.. جارديان: النساء مجبرات على "الوضع" بمفردهن بالمنزل
رصدت صحيفة الغارديان البريطانية المعاناة الشديدة التي تتعرض لها النساء الحوامل في قطاع غزة عندما يحين وقت ولادة أطفالهن، في ظل الحرب الوحشية المتواصلة التي تشنها إسرائيل والدمار الواسع الذي طال كافة مرافق البنية التحتية والمستشفيات ناهيك عن نقص الإمدادات الطبيعية اللازمة.
وتحدثت الغارديان عن حنان التي أنجبت طفلتها هذا الشهر، وقالت إنه عندما جاء وقت الولادة كانت ممزقة بين الألم والخوف من الولادة دون مساعدة طبية وبين رعب القصف الإسرائيلي والقناصين إذا ولدت. حاولت الذهاب إلى المستشفى.
ومع خلو المستشفيات من الإمدادات، واجتياح الجيش الإسرائيلي لها، وازدحامها الشديد بضحايا الحرب، قررت أن تلد مولودها الجديد في المنزل. واستعانت بممرضة كانت قد هربت إلى المبنى الذي تعيش فيه، لكنها لم تتمكن من تقديم أكثر من نصيحة طبية لها، واستمع أطفال حنان الآخرون برعب إلى واقع الولادة دون دعم طبي أو مسكنات الألم.
وقالت الأمم المتحدة إنها تشعر بقلق بالغ إزاء النساء الحوامل اللاتي لا يستطعن الحصول على الرعاية الصحية في غزة. وفي أكتوبر/تشرين الأول، قُدر أن أكثر من 50,000 امرأة في غزة حوامل، ومن المتوقع أن تلد أكثر من 100 امرأة يومياً وسط نقص في الضروريات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية.
وانخفض عدد المستشفيات العاملة من 36 إلى 8، ويقول الأطباء في جميع أنحاء غزة إنهم مكتظون بضحايا القصف الإسرائيلي. وأجبر ذلك مئات النساء مثل حنان على الولادة بمفردهن في المنزل.
وقالت حنان: وجدت نفسي أصرخ من الألم أمام أطفالي الذين كانوا مرعوبين ومنزعجين من القصف الإسرائيلي المستمر. بدأت ابنتها بالبكاء، وحاولت حنان جاهدة أن تتحمل الألم دون صراخ، وهو أقصى ما تستطيع فعله من أجل ابنتها سيرين البالغة من العمر 7 سنوات.
وقالت الغارديان إن المخاطر كبيرة بالنسبة للأطفال الذين يولدون قبل الأوان أو يعانون من مشاكل طبية في غزة اليوم. ويوجد 130 طفلاً حديث الولادة في الحاضنات، وتقول الأمم المتحدة إنهم من بين المرضى الأكثر عرضة للخطر في القطاع.