محافظات

50 عاما رحالا بين القرى.. العم فرج أقدم لحام معادن وسمكري وابور جاز بقنا "صور"

الجميع يعرفه في الشارع، وقدماه تشهدان على ذلك. وعلى مدار سنوات طويلة، يتجول الرجل الذي قاربت مدة عمله 70 عامًا، بين أزقة الشوارع في قرى ومدن قنا، حيث يقوم بلحام أدوات النحاس والألمنيوم القديمة وغيرها من أدوات المطبخ والتدخين، مثل الشيشة، لذلك أن رحلة كفاحه التي بدأها بالوراثة.. والده في سن مبكرة، حيث لم يتجاوز عمره 10 سنوات، ليثبت أن من يملك العزيمة يستطيع إكمال الرحلة مهما كان عمره. وحسن تعابير وجه الرجل تشهد على تعامله مع العملاء وصبره على قضاء فترات طويلة على الأرض والتنقل من مكان إلى آخر.

بأدوات بسيطة يعتمد عليها العم فرج الضاوي، لحام معادن، يبدأ الإصلاحات، معتمدا على الخبرة التي اكتسبها على مدى سنوات طويلة، ما يقرب من 50 عاما، في هذه المهنة التي لا يعمل بها الكثير من الناس. واحد أو شخصين في كل مركز هم الذين ما زالوا يعملون في مهنة السباكة. المعادن أو لحام المعادن، ورغم هذا التراجع إلا أن العملاء ما زالوا يترددون عليها نظراً لمصاريفها القليلة مقارنة بشراء أدوات جديدة، فيبقى العم فرح من فجر الصباح حتى شروق الشمس في أحد الأماكن التي يقرر الذهاب إليها سواء داخل مدينة قوص جنوب المحافظة أو في القرى المحيطة بها. وفي مدينة نقادة وقفط وغيرها من المدن المجاورة.

وقال فرج الضاوي إنه تعلم مهنة لحام المعادن، وخاصة النحاس والألمنيوم، منذ صغره، حيث كان يعمل مع والده الذي احترف أيضاً تلك المهنة. كان عمره وقتها 10 سنوات، وواصل التعلم والاعتماد على نفسه حتى التحق بوظيفة في إحدى المدارس في مدينته، ​​وأصبح يعمل بعد انتهاء ساعات عمله. كان يتجول في قرى ومدن جنوب المحافظة، وعرفه الجميع وتعاملوا معه في لحام أدوات المطبخ أو أدوات التدخين كأنابيب الشيشة وغيرها من الأدوات التي تتطلب اللحام بأسعار منخفضة مقارنة بسعرها الجديد.

وأوضح الضاوي أن هذه المهنة من المهن القليلة التي لا يعمل بها عدد كبير من الحرفيين، لذا فهي معرضة لخطر الانقراض في المستقبل القريب، خاصة مع تفضيل الكثير من الأشخاص أيضا شراء أدوات جديدة بدلا من اللحام لافتاً إلى أن الأدوات المستخدمة هي النار وإشعالها على موقد غاز صغير. مادة كاوية، وأمونيا، وقصدير، ومبرد، ومطرقة. ويستخدم قطعة من الصفيح ويضعها على المادة الكاوية، ثم يبدأ بلحام الثقب ووضع الأمونيا على السطح لتلميعه وإزالة الشوائب. ولكل نوع من الأدوات سباكة خاصة به، فيختلف النحاس عن أدوات المطبخ أو الأدوات النحاسية.

وأشار العم فرج الضاوي إلى أن هذه المهنة تحمي صاحبها وتوفر له مصاريفه اليومية لنفسه ولأسرته، ولذلك قرر الاستمرار فيها وورثها عن والده. كما قام بتعليم عدد من الأشخاص هذه الحرفة حرصاً على الحفاظ عليها واستمرار وجودها، ويتمنى أن يستمر فيها بقية حياته بسبب ارتباطه بها على مدار سنوات عمره، فيقضي المزيد من الوقت مما هو عليه في المنزل في هذه المهنة.


أدوات العمل

عم فرج أثناء الصيانة
عم فرج أثناء الصيانة

عم فرج في العمل
عم فرج في العمل

فرج الضاوي 50 عاما في إصلاح المعادن بقنا
فرج الضاوي 50 عاما في إصلاح المعادن بقنا

موقع العم فرج في الشارع
موقع العم فرج في الشارع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى