شهد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الاحتفال بمشروع الشراكة بين المدارس والجامعات بمدرسة الشهيد أحمد محمود مصطفى أبو العينين، التابعة لإدارة القاهرة الجديدة، بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مع بهدف تفعيل وحدات الجودة في جميع المدارس، وبناء مجتمعات المعرفة بين أقرانها.
وفي كلمته أعرب الدكتور رضا حجازي عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدا أن الطلاب قدموا رسالة قوية خلال مشروع حبهم لمدرستهم وتطويرها، كما قدمت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة الدعم اللازم لهم في هذا السياق.
وشدد الوزير على أن رؤية مصر 2023 ورؤية وزارة التربية والتعليم تستهدف طالبًا قادرًا على المنافسة، وأن ما نشهده اليوم هو ترجمة لهذه الرؤية، وتحقيقها بأقل الوسائل والإمكانات، في ظل الظروف الراهنة. التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، مبينة أن تفعيل الشراكة بين طلبة المدارس ومعلم البحث بالجامعات والمجتمع المدني يثري العملية التعليمية ويحقق الأهداف المرجوة في تطوير المنظومة التعليمية.
وأشار الوزير إلى أن أحد محاور الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم 2024/2029 هو الشراكة بين الوزارة والجامعات والمجتمع المدني، مشيراً إلى أن هذا المشروع يحقق أحد أهداف الخطة الاستراتيجية للوزارة وهو التعلم للحياة والتعلم للمستقبل، مؤكداً أن الهدف من التعليم ليس مجرد الحصول على الشهادة. لكن بالإضافة إلى ذلك لا بد من الحصول على ضروريات الحياة، والعديد من المهارات التي يجب أن يمتلكها الطالب.
وأوضح الوزير أننا نستهدف المعلم المتعلم، والمعلم المبتكر، والمعلم الإنساني، الذي يترك أثراً في نفوس الطلاب، ويقيمهم، ويمنحهم الدافع للتعلم، مشيراً إلى وجود التلاحم وتبادل الحوار بين الجامعة الأمريكية. الطلاب وطلاب المدارس يثري الخبرات التي نهدف إلى حصول طلابنا عليها.
وشدد الوزير على أهمية التحول الرقمي وتفعيله داخل المدرسة من خلال توظيف التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم وإدارة المدرسة أيضاً، والذي بدوره سيساعد في حل العديد من مشاكل التعليم في المستقبل، فضلاً عن أهمية التنمية المستدامة. التطوير المهني للمعلمين والتدريب على رأس العمل، مؤكدا على أهمية الأنشطة المدرسية في ضوء ظروف واحتياجات كل مدرسة، حيث تساهم الأنشطة المدرسية في تكوين شخصية الطالب.
وأشار الدكتور رضا حجازي إلى أهمية بناء العلاقات بين أولياء الأمور والمدرسة، وعقد اللقاءات بينهم، فضلا عن الاهتمام بحملات التوعية والشراكات مع وسائل الإعلام حول جهود الوزارة، فضلا عن أهمية العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي.
وأوضح الوزير أنه سيعقد اجتماعاً مع اتحاد طلاب مصر لاستعراض ثمار هذه التجربة وتبادل الحوار حولها بهدف توسيع نطاق المشروع في مختلف مدارس الجمهورية.
وفي ختام كلمته أعرب الوزير عن سعادته بتواجده مع هؤلاء الطلاب، مؤكداً أنهم ترجمة حقيقية للتنمية، فالتطور الحقيقي للتعليم يبدأ من المدرسة.
من جانبها، استعرضت الدكتورة ملك زعلوك، مديرة معهد الشرق الأوسط للتعليم العالي في الجامعة الأمريكية، تاريخ المشروع وهو عبارة عن شراكة بين المدارس والجامعات، والذي مر بعدة مراحل في التخطيط، كما بدأ المشروع باتفاقيات رسمية بين وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني والتعليم العالي، مضيفًا أن التمويل كان مشروعًا ضخمًا من الاتحاد الأوروبي في عام 2017، والذي قام بتطوير 43 مدرسة للتطوير المهني التربوي في عدد من الإدارات على مستوى الدولة. مستوى القاهرة والإسكندرية.
وتابعت د. ملك أن هذا المشروع أكد على تفعيل وحدات الجودة داخل المدارس كافة، وبناء مجتمعات معرفية بين الأقران، وإجراء البحوث العملية، والتأكيد على العمل التعاوني بين الممارسين وأساتذة الجامعات، والتكامل بين المواد الأكاديمية، والاهتمام بالتطوير المهني، والتنمية المستدامة، والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تطبيق الأساليب الفعالة. وفي مجال التعليم والتعلم، حققت هذه المبادرة نتائج مهمة، تتمثل في وجود أكثر من 100 مجتمع تعليمي في المدارس المشاركة. وتهتم هذه المجتمعات بالتعلم من الأقران في المدارس والجامعات، وتفعيل وحدات التدريب داخل المدارس، بالإضافة إلى ممارسة التخطيط والتأمل واكتساب مهارات جديدة للعقل والقيم والمعتقدات.
وأوضحت الدكتورة ملاك زعلوك أن هناك نتائج أخرى تم تسجيلها من دراسات الحالة التي قامت الفرق بتأليفها، أبرزها الابتكار في شكل استراتيجيات التعلم، وإنتاج مواد تعليمية متكاملة بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتنمية المستدامة والمواطنة، وتم إنشاء مختبرات تكنولوجية داخل الكليات لتزويد المعلمين بالمهارات البحثية. وينعكس ذلك في تحسن مستوى التحصيل لدى الطلاب في هذه المدارس بشكل خاص، فضلاً عن زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس، وتحسن ملحوظ في طبيعة العلاقات بين الطلاب والمعلمين.
كما أشارت الدكتورة ملك زعلوك إلى أن المرحلة الثانية من المشروع بدأت عام 2020، حيث تم تمديد اتفاقية الشراكة لمدة 3 سنوات بين معهد الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وإدارة القاهرة الجديدة، وكان الهدف من هذه المرحلة هو لتمكين المعلمين من دمج المواد الأكاديمية في إطار المناهج الحديثة، واستخدام المهارات الحياتية في تخطيط الدروس وأهمها التفكير الناقد، والإبداع، وحل المشكلات، والمشاركة، واحترام الآخرين، واحترام التنوع، والتواصل، وإدارة الذات والتعاون واتخاذ القرار، مضيفاً أن هذه المرحلة اهتمت بالقيم الاجتماعية والثقافية في المدارس، فضلاً عن إجراء البحوث الإجرائية لحل مشكلات الأداء في الفصل الدراسي والمدرسة. وتميزت هذه المرحلة بنشر مبادرة الشراكة بين المدارس والجامعات على المستوى الوطني من خلال بعض سياسات المجلس الأعلى للجامعات.
وأضافت الدكتورة ملك زعلوك أن المرحلة الثالثة جاءت مع اهتمام الوزارة بالتنمية المستدامة والحياة المدرسية والأنشطة الطلابية وتخصيص أيام للنشاط الطلابي سواء الرياضي أو الثقافي والأداء الفعال للمعلمين بقيادة الدكتور رضا حجازي مشيراً إلى أن الشراكة بين المدارس والجامعات تحولت إلى شكل مبتكر. وهو جديد، فضلا عن التركيز على تمكين المعلمين وتمكين الطلاب من تطوير مدارسهم والمشاركة في التخطيط والتطوير.
وأضافت أن دورات التعلم المجتمعي تضمنت موضوعات مثل المواطنة والتنمية المستدامة والقراءة الرقمية خلال العام الدراسي، حيث شارك طلاب من الجامعة مع طلاب المدارس في أنشطة مختلفة حول القيم وحقوق الطفل وشروط المواطنة والمواطنة البيئية وأشكالها الانتماء وخطط التطوير المدرسية. العمل التطوعي، حملات النظافة المدرسية، التعلم من الأقران، القيادة وخصائصها، أهداف التنمية المستدامة، الذكاء الاصطناعي، الوعي الإعلامي، التفاعل العاطفي والاجتماعي.
ومن جانبها رحبت إيمان عطية مدير إدارة القاهرة الجديدة بالحضور وأعربت عن سعادتها بنجاح مشروع الشراكة بإدارة القاهرة الجديدة، مشيدة بجهود فريق عمل الإدارة من مراقبين ومعلمين وطلاب. لحرصهم جميعًا على إنجاح هذا المشروع الذي تم تعميمه على كافة مدارس الإدارة، وتنفيذ خطة التطوير الكاملة، وتسهيل العمل. يتناسب مع إمكانيات كل مدرسة.
واستعرض فارس أحمد، الطالب بالصف الثاني الثانوي بمدرسة عبد الوهاب مطاوع، وأمين عام اتحاد الطلاب بإدارة القاهرة الجديدة، المشروع وأهدافه ومراحل تنفيذه بالمدارس، المبادئ التي تم غرسها في نفوس الطلبة وهي مبدأ الاستدامة والمواطنة والقيادة وورش العمل في الجامعة الأمريكية خلال العطلة الصيفية. ومدى استفادتهم منها في تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الثقافية داخل المدارس، وتقييمها، والالتزام بضوابط التعامل داخلها، بالإضافة إلى وضع الخطط التطويرية لهذه الأنشطة والبرامج الثقافية ومدى الاستفادة منها الذكاء الاصطناعي والذي كان له الأثر في توطيد العلاقة بين الطلاب والمعلمين.
وفي نهاية الاحتفال قام الوزير بتكريم مجموعة الطلاب المشاركين من اتحاد الطلاب، كما قام بتكريم المعلمين المشاركين في الاحتفال وفريق الجامعة الأمريكية المشارك.