الوضع في غزة: عارٌ لا يزول

الدكتور جمال فوغالي
تحرير: سمية معاشي
كتب الدكتور جمال فوغالي في ردٍّ على سؤالي حول الوضع في غزة، قائلاً: “عارُنا الذي في غ..ز..ة!”، مستنكرًا ما يجري من ويلات ومعاناة، منددًا بالصمت العربي والعالمي إزاء هذه المأساة الإنسانية.
وقد استهل الدكتور فوغالي رده بجملة مستوحاة من رواية “قايين” للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو: “لا يقلُّ لصوصيةً منْ يدخلُ الكرمَ عمنْ يظلُّ يراقبُ الحارس”. في هذا الاقتباس، يُلمح فوغالي إلى موقف المتفرجين على ما يحدث في غزة، الذين يقفون مكتوفي الأيدي بينما تمارس القوى الاستعمارية الظلم بحق الفلسطينيين.
وأشار فوغالي إلى شِعر محمد مهدي الجواهري الذي يعبر عن انكسار الروح وآلام الشعوب في لحظات الضياع، مستذكرًا في هذا السياق عبد الله الصغير وبكاءه على فقدان الأرض. ووصف وضعنا اليوم في العالم العربي بأنه أسوأ من أي وقت مضى، حيث أصبحت غزة “الذبيحة” التي يُراق فيها الدم بلا رحمة، بينما يتفرج العالم ويتابع معاناتهم دون تحرك حقيقي.
وتساءل: “متى يجب أن نتحرك لو كنا بشراً أسوياء؟” مشيرًا إلى أن الأرض الفلسطينية دُمرت تحت وطأة الحروب والدمار، فيما نعيش نحن في العالم العربي في حالة من اللامبالاة وكأن الأمر لا يعنينا. وانتقد فوغالي الأنظمة التي لا تجرؤ على اتخاذ موقف حاسم، وندد بالصمت العربي الذي يعم البلاد، متسائلًا عن سبب الخنوع المستمر ورفض اتخاذ أي خطوات فعلية لدعم القضية الفلسطينية.
وختم فوغالي رسالته مستحضرًا كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي تحدث عن آلام الفلسطينيين وحيدًا مع صبارهم، في وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة مستمرة، بينما العالم يكتفي بالتفرج. وفي هذه اللحظات التي تشهدها غزة من دمار وقتل وتدمير للمقدسات، يظل الفلسطينيون وحدهم في مواجهة هذا العدو القاسي، ودماؤهم تروي الأرض التي تبقى شامخة رغم كل ما يحدث حولها.
إن الوضع في غزة هو “عارٌ مستمر”، عارٌ على العرب والعالم أجمع، عارٌ على الضمائر الحية التي تساكت عن الحق، وتغض الطرف عن جريمة العصر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.